جمع ماشٍ أي راجل وبينا يتغذى الرجل مع القوم (إذ خرج) من بين القوم حالة كونه (يشتد) ويعدو أي خرج من بيننا مسرعًا أي فاجأنا خروجه من بيننا حالة كونه مسرعًا (فأتى جمله) أي بعيره الذي عقله أولًا (فأطلق) أي فك وحل (قيده) أي عقاله (ثم أناخه) أي أضجعه (وقعد عليه) أي ركبه (فأثاره) أي بعثه قائمًا (فاشتد) أي عدا وجرى (به الجمل فاتبعه) بتشديد التاء أي لحق ذلك المشرك (رجل) من المسلمين لما شعر أنه جاسوس (على ناقة) له (ورقاء) أي سمراء في لونها غبرة من الورقة والورقة بضم الواو السمرة كذا في جامع الأصول وقال الأبي والورقاء هي التي في لونها سواد كالغبرة وهو الموافق لما ذكره أهل اللغة فذكر في القاموس أن الأورق من الإبل ما في لونه بياض إلى سواد وهو من أطيب الإبل لحمًا لا سيرًا وعملًا اهـ.
(قال سلمة وخرجت) من بين القوم حالة كوني (اشتد) وأجري وأعدو أي انطلقت في عقبه أعدو حتى أدركت ناقة الرجل المسلم (فكنت عند ورك الناقة) أي ورك ناقة المسلم وفخذها (ثم تقدمت) عليها وسبقتها (حتى كنت عند ورك الجمل) أي عند ورك جمل المشرك وفخذه والورك ما فوق الفخذ الذي يكون عليه ورك الراكب (ثم تقدمت) على جمل المشرك (حتى أخذت) وأمسكت (بخطام الجمل وزمامه فأنخته) أي أضجعت الجمل (فلما وضع) الجمل (ركبته في الأرض) أي على الأرض (اخترطت سيفي) أمسكت سيفي وأخرجته من غمده (فضربت رأس الرجل) المشرك بسيفي يعني سالفة عنقه (فندر) أي فسقط رأسه وأصل معناه زال عن مكانه وهو من باب نصر وكان ذلك الرجل على ما أفاده النووي جاسوسًا كافرًا حربيًا وفي حديث البخاري عن سلمة بن الأكوع من طريق آخر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اطلبوه واقتلوه فقتلته فنفلني سلبه اهـ والعين الجاسوس (ثم جئت) إلى القوم (بالجمل أقوده)