للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ فَعَرَّسْنَا. ثُمَّ شَنَّ الْغَارَةَ. فَوَرَدَ الْمَاءَ. فَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ عَلَيهِ، وَسَبَى. وَانْظُرُ إِلَى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ. فِيهِمُ الذرَارِيُّ. فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ. فَرَمَيتُ بِسَهْمٍ بَينَهُمْ وَبَينَ الْجَبَلِ. فَلَمَّا رَأَوُا السَّهْمَ وَقَفُوا. فَجِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ. وَفِيهِمُ امْرَأةٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ. عَلَيهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ. (قَال: الْقَشْعُ النِّطَعُ) مَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا

ــ

القربة الصغيرة أيضًا لأنها كانت تعمر بقرب من ماء (أمرنا أبو بكر) بالتعريس جواب لما (فعرسنا) معطوف على جواب لما والتعريس النزول في آخر الليل للاستراحة وأكثر ما يقال إذا نزلوا ساعة ثم ارتحلوا كما في مقاييس اللغة لابن فارس أي نزلنا للاستراحة (ثم شن) أبو بكر أي صب (الغارة) عليهم من كل جهة أي أمرنا بالإغارة عليهم من كل جهة وجانب والشن في الأصل صب الماء وتفريقه ثم استعير للإغارة يقال: شن الغارة عليهم شنًا أي صبها وبثها وفرقها من كلل وجه وجانب وقوله (فعرسنا) أي نزلنا آخر الليل لنستريح (ثم شن الغارة) أي فرق الخيول المغيرة على العدو وهجم عليهم ديارهم وأوقع بهم الغارة. (فورد) أبو بكر (الماء) لهم ونزل عليهم ليمنعهم من الماء (فقتل) أبو بكر منهم (من قتل عليه) أي على الماء من الرجال (وسبى) منهم من سبى وقد عرفت أن السبي هو أخذ من لا يصلح للقتال عبيدًا وإماء قال سلمة: (و) قد كنت (انظر إلى عنق) بضمتين أي إلى جماعة (من الناس) والعنق بضم العين والنون ربما يطلق مجازًا على جماعة من الناس أو على الرؤساء منهم والكبراء والأشراف وبهما فسر قوله تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} اهـ تاج العروس (فيهم الذراري) أي النساء والصبيان قال سلمة: (فخشيت أن يسبقوني) أي أن يفوتونني ويصعدوا (إلى الجبل فرميت بسهم) وقع (بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم وقفوا) أي قاموا وتوقفوا عن الصعود إلى الجبل خوفًا من إصابة السهم لهم (فـ) ـأخذتهم و (جئت بهم) إلى القوم حالة كوني (أسوقهم) قدامي (وفيهم) أي وفي العنق الذي أخذتهم (امرأة من بني فزارة) هي أم قرفة واسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر وكانت عجوزًا كبيرًا عند مالك بن حذيفة بن بدر وكانت في بيت شرف من قومها كانت العرب تقول في أمثالهم لو كنت أعز من أم قرفة ما زدت اهـ سيرة ابن هشام (عليها) أي على تلك المرأة (قشع) بفتح القاف وكسرها مع سكون الشين فيهما لغتان مشهورتان وهو الفرو الخلق كما في تاج العروس (من أدم) أي من جلد مدبوغ (قال) الراوي مفسرًا لقوله (القشع النطع) وهو على وزن عنب بساط من الأديم وهو تفسير صحيح أيضًا (معها) أي مع تلك المرأة (ابنة لها) هي أي تلك البنت

<<  <  ج: ص:  >  >>