للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا. فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الْقِبلَةَ. ثُمَّ مَدَّ يَدَيهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللَّهُمَّ! أَنْجِز لِي مَا وَعَدْتَنِي. اللَّهُمَّ! آتِ مَا وَعَدْتَنِي. اللَّهُمَّ! إِنْ تُهْلِكْ هذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لَا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ" فَمَا زَال يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيهِ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيهِ. فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ. فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَألْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيهِ. ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَال: يَا نَبِيَّ اللهِ،

ــ

من سداسياته (قال) عمر: (لما كان) أي جاء وحصل (يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا) وأخرجه أبو عوانة وابن حبان بإسناد مسلم بلفظ بضعة عشر وللبزار من حديث أبي موسى ثلاثمائة وسبعة عشر ولأحمد والبزار والطبراني من حديث ابن عباس كان أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي من رواية عبيدة بن عمرو السلماني أحد كبار التابعين ومنهم من وصله بذكر علي وهذا هو المشهور عند ابن إسحاق وجماعة من أهل المغازي كذا في فتح الباري [٧/ ٢٩١]، ولا معارضة بين هذه الروايات لأن الزائد لا ينافي الأقل فهو المتيقن فالراجح اعتبار المتيقن (فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد) وبسط يديه إلى السماء (فجعل) أي ضرع (يهتف بربه) أي يصيح ويستغيث بربه بالدعاء قائلًا (اللهم أنجز) بقطع الهمزة أي أوف (لي ما وعدتني) من النصر على الأعداء (اللهم آت) أي أعطني (ما وعدتني) من إظهار الحق على الباطل (اللهم أن تهلك) بضم التاء من أهلك الرباعي (هذه العصابة) القليلة معي بنصب العصابة على المفعولية ويجوز فتح التاء في تهلك ورفع العصابة على الفاعلية أي إن هلكت هذه الجماعة القليلة التي كانت معي (من أهل الإسلام) والتوحيد (لا تعبد) بالجزم بإن الشرطية على كونه جوابًا لها أي لا يمكن من يعبدك (في الأرض) لأنه ليس في الأرض الآن من قام بنصره إلا هذه العصابة قال عمر: (فما زال) صلى الله عليه وسلم (يهتف) ويستغيث (بربه) الذي بيده النصر والخذلان حالة كونه (مادًا) أي باسطًا (يديه) إلى السماء (ومستقبل القبلة) لشرفها وقوله (حتى سقط رداؤه) متعلق بـ (مادًا) أو غاية ليهتف أي ما زال يهتف حتى سقط رداؤه (عن منكبيه فأتاه أبو بكر) الصديق (فأخد رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه) أي ضمه إلى صدره واعتنقه (وقال) أبو بكر: (يا نبي الله

<<  <  ج: ص:  >  >>