منه) أي من المال (ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم) في اليوم الأول على هذا الجواب (حتى) إذا كان) ثمامة (بعد الغد) أي في اليوم الثاني من الغد رجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقال) له: (ما عندك يا ثمامة) أي من الظن (قال) ثمامة: القول (ما قلت لك) أولًا ثم بينه بقوله (إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم) قدم في المرة الأولى القتل على الإنعام وعكس الترتيب ها هنا فكأنه رأى في اليوم الأول أمارات الغضب فقدم القتل وهو أشق الأمور عليه وأشفى لصدر خصمه في زعمه فلما لم يقع القتل قدم الاستعطاف وطلب الإنعام والله أعلم (وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى) إذا (كان) ثمامة (من الغد) أي في الغد من هذا اليوم الثاني رجع إليه (فقال) له: (ماذا عندك) من الظن (يا ثمامة فقال) ثمامة: (عندي) من الظن (ما قلت لك) أولًا (أن تنعم ننعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول إله صلى الله عليه وسلم) في المرة الثالثة (أطلقوا) أي فكوا (ثمامة) من الربط وفي رواية ابن إسحاق (قد عفوت عنك يا ثمامة واعتقتك) ففكوه (فانطلق) أي ذهب (إلى نخل قريب من المسجد) النبوي هكذا هو في البخاري ومسلم وغيرهما (نخل) بالخاء المعجمة وقبله حذف تقديره (انطلق إلى نخل فيه ماء فاغتسل منه) فانطلق (فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض) أي أشد بغضًا