(إليَّ) أي عندي (من وجهك فقد أصبح) اليوم (وجهك أحب الوجوه كلها إليَّ) أي عندي (والله ما كان من دين) كلمة من زائدة ما كان على وجه الأرض دين (أبغض إليَّ) أي عندي (من دينك فأصبح دينك) الآن (أحب الدين كله اليَّ) أي عندي (والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك فأصبح بلدك) الآن (أحب البلاد كلها إليَ) أي عندي (وإن خيلك) أي أصحاب خيلك (أخذتني وأنا أريد العمرة) جملة حالية أي أخذوني حال إرادتي العمرة (فماذا ترى) في عمرتي فهل يجب علي إتمامها أم لا (فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم) بخيري الدنيا والآخرة أو بشره بالجنة أو بمحو ذنوبه وتبعاته السابقة كذا في فتح الباري أو بشره بما حصل له من الخير العظيم بسبب إسلامه وأن الإسلام يهدم ما قبله (وأمره أن يعتمر) أي أن يحرم العمرة إحرامًا جديدًا لأن الأول لا يصح لوقوعه في حالة الشرك ويأتي بأفعال عمرة وفي الحديث مشروعية الاغتسال عند الإسلام وهو واجب عند مالك وأحمد وأبي ثور وابن المنذر وواجب عند الشافعي إن كان جنبًا في حالة الكفر وليس بواجب على من لم يكن كذلك ومستحب عند الحنفية مطلقًا فليس بواجب في كل حال لأن العدد الكثير والجم الغفير أسلموا فلو أمر كل من أسلم بالغسل لنقل نقلًا متواترًا أو ظاهرًا كذا في المغني لابن قدامة [١/ ٢٠٦]، فانطلق ثمامة للاعتمار إلى مكة (فلما قدم مكة قال له قائل) من أهل مكة: (أصبوت) يريد أصبأت أي أخرجت من دينك وكانوا يسمون من أسلم صابئًا وهو كما كان في كتاب الله الكريم علم على طائفة من الكفار يقال: إنها تعبد الكواكب قال النووي: هو في الأصول (أصبوت) وهي لغة والمشهورة أصبأت بالهمز وعلى الأول جاء قولهم الصباة كقاض وقضاة والمعنى أخرجت من دينك اهـ (فقال) له ثمامة: (لا) أي ما خرجت من ديني (ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) فإن قلت: كيف قال لا وهو قد خرج من الشرك إلى