قَال ابنُ شِهَابٍ: فَأَخبَرَنِي أنسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ لما فَرَغَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ خَيبَرَ. وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ. رَد الْمُهَاجِرُونَ إِلَى الأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمُ التِي كَانُوا مَنَحُوهُم مِنْ ثِمَارِهِم. قَال: فَرَد رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ إِلَى أُمي عِذَاقَهَا. وَأَعْطَى رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ أَم أَيمَنَ مَكَانَهُن مِنْ حَائِطِهِ
ــ
يقتضي أنه من رواية الزهري عن أنس فيحمل على التجريد البياني قاله الحافظ في الفتح [٥/ ٢٤٤](وكانت) القصة وكان شأنية واسمها ضمير القصة (أعطت أم أنس) بالرفع على الفاعلية (رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالنصب على المفعولية وقوله (عذاقًا لها) مفعول ثان لأعطى والعذاق بكسر العين جمع عذق بفتحها وسكون الذال كحبل وحبال والعذق النخلة ومعناها النخلات وقيل: إنما يقال لها ذلك إذا كان حملها موجودًا والمراد بالإعطاء ها هنا إعارة النخلة بهبة ما يخرج منها من ثمر (فأعطاها) أي أعطى تلك العذاق (رسول الله صلى الله مليه وسلم أم أيمن) الحبشية (مولاته) صلى الله عليه وسلم وحاضنته بدل من أم أيمن أو عطف بيان له (أم أسامة بن زيد) بن حارثة بدل ثان منه يعني أعطى أم أيمن النخلات التي وهبتها له أم أنس (قال ابن شهاب) بالسند السابق (فأخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف) أي رجع (إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم) جمع منيحة والمنيحة هي المنحة ومر تفسيرها مرارًا والمنح الإعطاء وبابه نفع (التي) صفة للمنائح (كانوا) أي كان الأنصار (منحوهم) أي منحوها للمهاجرين مقدمهم من مكة (من ثمارهم) أي من ثمار الأنصار ومن للتبعيض (قال) أنس: (فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي) أم سليم (عذاقها) أي نخلاتها التي أعطته صلى الله عليه وسلم ليأكل ثمارها وكان صلى الله عليه وسلم قد أعطى تلك العذاق لأم أيمن لتأكل من ثمارها بدله (وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن) أي بدل تلك النخلات نخلات أخرى (من حائطه) صلى الله عليه وسلم وبستانه التي بخيبر والمفعول الثاني محذوف كما قدرناه.