للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالشأمِ، إِذْ جِيءَ بِكِتَابِ مِن رَسُولِ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ إِلَي هِرَقلَ. يَعنِي عَظِيمَ الرومِ. قَال: وَكَانَ دَحيَةُ الكَلْبِى جَاءَ بِهِ. فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصرَى. فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصرَى إِلَى هِرَقْلَ. فَقَال هِرَقلُ: هَل ههُنَا أحَد مِنْ قَوْمِ هذَا الرجُلِ الذِي يَزْعُمُ أنهُ نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَال: فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيشٍ. فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقلَ. فَأجْلَسَنَا بَينَ يَدَيهِ. فَقَال: أيُّكُم أقْرَبُ نَسَبًا مِن هذَا الرجُلِ الذِي يَزعُمُ أَنهُ نَبِيٌّ؟

ــ

قريش حاضر (بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل) يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الكتاب إلى الإسلام وكان هرقل إذ ذاك في إيلياء يعني بيت المقدس كما في البخاري بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف على المشهور وحكى جماعة إسكان الراء وكسر القاف كخندف منهم الجوهري وهو اسم علم لملك الروم لقبه قيصر ملك إحدى وثلاثين سنة وفي ملكه توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من ضرب الدينار وأحدث البيعة كذا في عمدة القاري [١/ ٩٣]، قال ابن عباس أو من دونه (يعني) أبو سفيان بهرقل (عظيم الروم) أي ملك الروم (قال) أبو سفيان: (وكان دحية) بكسر الدال أو فتحها لغتان مشهورتان اختلف في الراجحة منهما وادعى ابن السكيت بالكسر لا غير وأبو حاتم السجستاني أنه بالفتح لا غير بن خليفة (الكلبي جاء به) أي بالكتاب من عند النبي صلى الله عليه وسلم (فدفعه) أي فدفع دحية الكتاب (إلى عظيم بصرى) أي إلى سيدها وأميرها ورئيسها وبصرى بضم الباء هي مدينة حوران ذات قلعة وأعمال قريبة من طرف البرية التي بين الشام والحجاز (فدفعه) أي فدفع ذلك الكتاب (عظيم بصرى) أي أميرها (إلى هرقل) ملك الروم (فقال هرقل) لجلسائه: (هل ها هنا) أي هل في هذه الناحية (أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم) ويقول (أنه نبي) مرسل من الله تعالى هل يوجد ها هنا أي في الشام أحد من قبيلته (قالوا) أي قال جلساؤه له (نعم) يوجد ها هنا نفر من جماعته (فدُعيت) أنا أي طلبت إلى مجلسه (في نفر) أي مع نفر وجماعة (من قريش) كانوا معي نحو ثلاثين رجلًا كلما مر آنفًا (فدخلنا) أي دخلت أنا وأولئك القرشيون (على هرقل) ملك الروم وهو بإيلياء وفي البخاري في الجهاد أن هرقل لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرًا لله فأجلسنا بين يديه أي قدامه أي أمر خدمه بإجلاسنا بين يديه (فقال) لنا هرقل: (أيكم) أي أيها المحضرون قدامي (أقرب نسبًا من هذا الرجل الدي يزعم أنه نبي) قال

<<  <  ج: ص:  >  >>