للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَلْ قَال هذَا القَوْلَ أَحَد قَبْلَهُ؟ فَزَعَمتَ أَن لَا. فَقُلتُ: لَو قَال هذَا الْقَوْلَ أَحَد قَبلَهُ، قُلْتُ: رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ. قَال: ثُم قَال: بِمَ يَأْمُرُكُم؟ قُلْتُ: يَأمُرُنَا بِالصلاةِ وَالزكَاةِ وَالصلَةِ وَالْعَفَافِ. قَال: إِن يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا، فَإِنهُ نَبِيٌّ. وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنهُ خَارجٌ. وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّهُ مِنْكمْ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَني أَخْلُصُ إِلَيهِ، لأَحبَبْتُ لِقَاءَهُ

ــ

هل قال هذا القول أحد) منكم (قبله فزعمت أن لا) أحد: (فقلت لو قال هذا القول أحد قبله قلت) هو (رجل ائتم) واقتدى (بقول قيل قبله قال) أبو سفيان: (ثم قال) هرقل: (بم يأمركم) أي بأي شيء يأمركم وما استفهامية حذفت ألفها فرقًا بينها وبين ما الموصولة نظير {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} قال أبو سفيان: (قلت) له: (يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة) أي بصلة الأرحام وصلة كل ما أمر الله به أن يوصل وذلك بالبر والإكرام وحسن المراعاة اهـ نووي والعفاف أي بالكف عن المحارم وخوارم المروءة قال صاحب المحكم العفة الكف عما لا يحل ولا يحمد (قال) هرقل: (إن يكن ما تقول فيه) من الأوصاف (حقًّا) أي صدقًا (فإنه نبي) حقًّا قال العيني في العمدة [١/ ١١٤] قيل هذه الأشياء التي سألها هرقل ليست بقاطعة على النبوة وإنما القاطع المعجزة الخارقة للعادة فكيف قال وكنت أعلم أنه خارج بالتأكيدات والجزم وأجيب بأنه كان عنده علم بكونها علامات هذا النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك كله نعتًا للنبي - عليه السلام - مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل وقوله (فإنه نبي) هل تعتبر هذه الجملة من هرقل تصديقًا منه للنبي صلى الله عليه وسلم وإيمانًا به ويحكم بكونه مؤمنًا اختلفت فيه آراء العلماء فمنهم من حكم بكونه مؤمنًا لأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأقر بذلك غير أنه لم يعمل بمقتضاه خوفًا من قومه وقال آخرون: لا يحكم بإيمانه لأنه قال في آخر هذه القصة (إني قلت مقالتي آنفًا أختبر بها شدتكم على دينكم) كما هو مصرح في رواية البخاري ومما يقال إن هرقل أثر ملكه على الإيمان وتمادى على الضلال وإنه حارب المسلمين في غزوة مؤتة سنة ثمان بعد هذه القصة والله أعلم بحقيقة الأمر اهـ منه. (وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظنه) أي أظن كونه (منكم) يا معشر قريش (ولو أني أعلم أني أخلص) وأصل (إليه لأحببت لقاءه) ورؤيته قال النووي هكذا هو في مسلم ووقع في البخاري (لتجشمت لقاءه) وهو أصح وأوضح في المعنى ومعناه لتكلفت الوصول إليه وارتكبت المشقة في ذلك ولكن أخاف أن أقتطع

<<  <  ج: ص:  >  >>