للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ حَصيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الكُفارِ. ثُم قَال: "انهزَمُوا. وَرَب مُحَمدٍ! " قَال: فَذَهَبتُ أَنظُرُ فَإذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيئَتِهِ فِيمَا أَرَى. قَال: فَوَاللهِ! مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُم بِحَصَيَاتِهِ. فَمَا زِلتُ أَرَى حَدهُمْ كَلِيلًا وَأَمْرَهُم مُدْبِرًا

ــ

أوطاس والخلاصة هذا الوقت وقت قد اتقدت فيه نار الحرب واستعرت واشتدت قال النووي قال الأكثرون: الوطيس هو شبه تنور يسجر فيه ويضرب مثلًا لشدة الحرب التي يشبه حرها حره وقال آخرون: الوطيس هو التنور نفسه وقال الأصمعي: هي حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد أن يطأ عليها فيقال الآن حمي الوطمعي وقيل هو الضرب في الحرب وقيل هو الحرب الذي يطيس الناس أي يدقهم قالوا: وهذه اللفظة من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم اهـ.

وفي تعليق الذهبي قوله: "حمي الوطيس" أي اشتدت حرارة التنور يقال: حميت الحديدة تحمى من باب تعب فهي حامية إذا اشتد حرها بالنار والوطيس شبه التنور ويخبز فيه وقولهم حمي الوطيس كناية عن شدة الحرب كذا في المصباح لكن قالوا هي من الكلمات التي لم يسبق إليها صلى الله عليه وسلم وفيها تورية فإن وقعة حنين كما ذكره الحموي في معجم البلدان وارتضاه الخفاجي في حاشية البيضاوي كانت بواد يسمى أوطاسًا وهو من النوادر التي جاءت بلفظ الجمع للواحد منقول من جمع وطيس كيمين وأيمان اهـ منه. (قال) العباس: (ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات) أي كفا من حصيات ورمال (فرمى بهن) أي بتلك الحصيات (وجوه الكفار) وأعينهم (ثم قال) فيه تقديم وتأخير وقوله: (انهزموا) بصيغة الماضي أي قال العباس: ثم انهزموا (ورب محمد) أي أقسمت لكم برب محمد وثم بمعنى الفاء عاطفة للانهزام على الرمي وهذه معجزة قولية وانهزامهم برميه بحصيات معجزة فعلية (قال) العباس: (فذهبت) أي فشرعت أن (أنظر) إلى الفريقين المتقابلين (فإذا القتال) مستمر بين الفريقين (على هيئته) وصفته (فيما أرى) أي في مرأى عيني (قال) العباس: (فوالله ما هو) أي ما الشأن (إلا أن رماهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بحصباته) أي فما الشأن إلا رميه إياهم بحصياته (فما زلت) بعد ذلك إلا أن (أرى حدهم) أي قويهم (كليلًا) أي ضعيفًا عاجزًا (و) أرى (أمرهم) أي شأنهم أن يكون كل منهم (مدبرًا) أي هاربًا والمعنى ما زلت أرى قوتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>