صوت العباس (قالوا: يا) رسول الله أو يا صاحب الصوت (لبيك يا لبيك) كرره للتأكيد (قال) العباس: (فاقتتلوا والكفار) بنصب الكفار على أنه مفعول معه والواو بمعنى مع أي اقتتل المسلمون مع الكفار (والدعوة في الأنصار) بفتح الدال أي الاستغاثة والمناداة فيما بين الأنصار (يقولون) أي يقول بعضهم لبعض أي قولهم في الدعوة والاستغاثة (يا معشر الأنصار) أقبلوا إلى العدو وكروا إليهم (يا معشر الأنصار) كرره تأكيدًا لعل مراده أن الدعوة وجهت إلى الأنصار خاصة بعدما رجع المهاجرون (قال) العباس: (ثم قصرت الدعوة) أي المناداة والاستغاثة (على بني الحارث بن الخزرج) يعني لما حضر الأنصار جميعهم سوى بني الحارث بن خزرج قصرت الدعوة عليهم لحصول الرجوع من غيرهم ووقع في رواية ابن إسحاق وكانت الدعوة أول ما كانت يا للأنصار ثم خلصت أخيرًا يا للخزرج وكانوا صبرًا عند الحرب اهـ من سيرة ابن هشام [٢/ ٢٩٠](فقالوا) أي قال بعضهم لبعض: (يا بني الحارث بن الخزرج) أقبلوا على العدو وكروا عليهم (يا بني الحارث بن الخزرج) توكيد لفظي (فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها) أي على بغلته أي كالمشرف والمتطلع من فوقها (إلى قتالهم) متعلق بنظر أي إلى قتال المسلمين مع الكفار (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا) الحين (حين) قد (حمي) فيه (الوطيس) ويتضح ذلك برواية ابن إسحاق ولفظها "الآن حمي الوطيس" قال السهيلي: الوطيس نقرة في حجر توقد حوله النار فيطبخ به اللحم والوطيس النذر وفي غزوة أوطاس "وهي غزوة حنين" قال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن حمي الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهي من الكلم التي لم يسبق إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعنى أن الحرب قد استعرت نارها الآن وإنها كلمة جمعت بين بليغ الاستعارة وبديع التورية فإن الموضع الذي وقعت فيه هذه الغزوة تسمى