الرماة وكرهم عليهم بعد الفر وبين شعبة في الرواية الآتية أن فرار من فر منهم لم يكن على نية الاستمرار في الفرار وإنما كشفوا من وقع السهام والفرار المتوعد عليه هو أن ينوي عدم العود وأما من تحيز إلى فئة أوكان فراره لكثرة عدد العدو بأن كان ضعفهم أو أكثر أو نوى العود إذا أمكنه فليسى داخلًا في الوعيد اهـ من الإرشاد. أي واستنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) وقوله: (اللهم نزل) من التنزيل عبر به دون أنزل ليفيد التكرار والكثرة أي أنزل (نصرك) الكثير المكرر على عبادك المؤمنين بيان لصيغة الدعاء المذكور أولًا (قال البراء) بالسند السابق كنا والله) معاشر الصحابة (إذا حمر البأس) واشتد القتال.
قال القاضي: واحمرار البأس كناية عن اشتداد الحرب واحمرارها إما لحمرة الدم وجريانه من الجرح واما لاستعار الحرب كاحمرار الجمر كذا في شرح الأبي وقوله (نتقي) ونحتفظ ونتستر (به) صلى الله عليه وسلم أي كنا نجعله صلى الله عليه وسلم وقاية وسترًا من شر العدو أي نطلب الوقاية والسلامة من شرهم ببركته صلى الله عليه وسلم وبركة دعائه (وإن الشجاع منا) معاشر الصحابة (للذي) بلام الابتداء أي لهو الذي (يحاذي به) صلى الله عليه وسلم أي يقابله ويساويه أي يقاربه في المساواة (يعني) البراء بقوله به أي بضمير به (النبي صلى الله عليه وسلم) كلام مدرج من بعض الرواة فسر به الضمير ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث البراء رضي الله عنه فقال.
٤٤٨٣ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا محمد بن المثنى و) محمد (بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري المعروف بغندر (حدثنا شعبة عن