الجوب وهو القطع أو الاتقاء بالجوب كثوب وهو الترس والمعنى مترس عنه بحجفة يقيه بها سلاح الأعداء (قال) أنس: (وكان أبو طلحة رجلًا راميًا) أي عارفًا بالرمي لا يخطئ فيه (شديد النزع) أي شديد النزع والرمي بالسهام عن القوس قويه (و) لكونه شديد النزع (كسر يومئذٍ) أي يوم غزوة أحد (قوسين أو ثلاثًا) بالشك من الراوي (قال) أنس: (فكان الرجل) من المسلمين المنهزمين (يمر) ذلك الرجل على النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم على أبي طلحة في انهزامه (معه) أي مع ذلك الرجل المنهزم (لجعبة من النبل) أي من السهام والجعبة ضبطها النووي بفتح الجيم والحافظ في الفتح بضمها مع سكون العين فيهما هي الكنانة والكيس التي تجعل فيها السهام (فيقول) النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم للرجل صاحب الجعبة (انثرها) أي انثر ما في الجعبة من السهام وانثرها وضعها واجعلها (لأبي طلحة) ولعل هذا القائل هو رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ولم أر من ذكره صريحًا والمراد أنَّه صَلَّى الله عليه وسلم يأمر صاحب الجعبة بنثر سهامها لأبي طلحة رضي الله عنه لقلة ما بقي عنده من السهام ولأن رميه كان أنكى للعدو من غيره (قال) أنس: (ويشرف نبي الله صَلَّى الله عليه وسلم) أي يطلع حالة كونه (ينظر إلى القوم) الكفار (فيقول أبو طلحة) لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: (يا نبي الله بأبي أنت وأمي) أي أنت مفدي بأبي وأمي من كل مكروه فيه جواز التفدية لأنَّه صَلَّى الله عليه وسلم سمعها من غير واحد ولم ينكرها وكرهها بعضهم اهـ أبي نقلًا عن عياض (لا تشرف) بالجزم على صيغة النَّهي أي لا تشرف من أعلى موضع أي لا تطلع على القوم (لا يصبك) بالجزم على النَّهي أي لا ينلك (سهم من سهام القوم) الكفار (نحري دون نحرك) أي أقرب إلى السهام من نحرك أي أنا أفديك بنفسي قاله في الفتح والنحر أعلى المصدر وموضع القلادة منه وقد يطلق على المصدر أيضًا والجملة دعائية والمعنى جعل الله نحري أقرب إلى السهام من نحرك لأصاب بها دونك قال النووي. (قال) أنس: (ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم