للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِمَا كُنَّا نُعَصِّبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنَ الخِرَقِ.

قَال أَبُو بُرْدَةَ: فَحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بهذَا الْحَدِيثِ. ثُمَّ كَرِهَ ذلِكَ. قَال: كَأنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيئًا مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ.

قَال أَبُو أُسَامَةَ: وَزَادَنِي غَيرُ بُرَيدٍ: وَاللهُ يُجْزِي بِهِ

ــ

تسميتها وقيل: سميت بذلك بجبل هناك فيه بياض وسواد وحمرة وقيل باسم شجرة هناك وقيل لأنَّه كانت في ألويتهم رقاع ويحتمل أنَّها سميت بالمجموع اهـ نووي أي فسميت بذلك (لما كُنَّا نعصب) بفتح النون وكسر الصاد المخففة كذا ضبطه الحافظ في الفتح [٧/ ٤٢١] أي لأجل ما نربطه على أرجلنا (من الخرق) جمع خرقة وهو الثوب البالي (قال أبو بردة: فحدث أبو موسى) الأشعري رضي الله عنه (بهذا الحديث ثم كره) أبو موسى (ذلك) لما فيه من تزكية النَّفس أي إفشاء ما حصل لهم فيها من المشاق والمتاعب من الاعتقاب كل بعير ولف الخرق على الأقدام أي كره أن يكون فيه إفشاء حسناته فيلزم منه رياء وفيه بيان ما كانت الصّحابة عليه رضوان الله تعالى عليهم من الإشراف على أنفسهم والخوف عليها من الرذائل الباطنة الكامنة في الصدور فيعالجونها أحسن علاج وإنَّما حدث بهذا الحديث مع أنَّه كان يكرهه خشية الرياء لئلا يلزم كتمان العلم والله أعلم.

(قال) أبو بردة (كأنه) أي كأن أبا موسى (كره أن يكون) ذلك الحديث (شيئًا من عمله أفشاه) أي شيئًا أفشاه من عمله فيكون رياء وسمعة (قال أبو أسامة) بالسند السابق (وزادني غير بريد) ممن سمعت منه هذا الحديث لفظة (والله يجزي به) أي والحال أن الله يجزي به أي بذلك العمل وقوله (أن يكون شيئًا) إلخ هكذا هو في جميع النسخ التي بأيدينا شيئًا بالنصب على أنَّه خبر كان واسمها محذوف أي كره أن يكون مدلول هذا الحديث شيئًا أفشاه وقد جاء بالرَّفع في كل ما وقفنا عليه من نسخ البُخاريّ ووجهه ظاهر وإنما كره الإفشاء لأنَّ كتم عمل البر وما أصيب به الإنسان في ذات الله أفضل وأدنى أن لا يداخله العجب الذي يحبط العمل قال النووي فيه استحباب إخفاء الأعمال الصالحة وأن لا يظهر شيئًا من ذلك إلَّا لمصلحة مثل بيان حكم ذلك الشيء أو التَّنبيه على الاقتداء به ونحو ذلك وعلى هذا يحمل ما وجد من السلف من الأخبار بذلك قوله (والله يجزي) روي بفتح الياء وضمها وهما لغتان صحيحتان قال في المصباح ونقلهما الأخفش بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>