للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، أَغثنِي. فَأقُولُ: لَا أَملِكُ لَكَ شَيئًا. قَد أَبلَغْتُكَ. لَا أُلفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَومَ الْقِيَامَةِ، عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ. فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، أَغثنِي. فَأقولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيئًا. قَدْ أَبلَغتُكَ"

ــ

وتتحرك كما تضطرب الراية بالرياح وقيل المراد من الرقاع الحقوق المكتوبة في الرقاع واستبعده ابن الجوزي لأنَّ الحديث سيق لذكر الغلو الحسي كذا في الفتح [٦/ ١٧٦] (فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت) أي مال ساكت والمراد من الصَّامت الذَّهب والفضة (فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئًا قد أبلغتك) والمعنى أن كل شيء يغله الغال يجيء يوم القيامة حاملًا له ليفتضح به على رؤوس الأشهاد سواء كان هذا المغلول حيوانًا أو إنسانًا أو ثيابًا أو ذهبًا وهذا تفسير وبيان لما أجمله قوله تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران / ١٦١] أي يأت به معذبًا بحمله وثقله ومرعوبًا بصوته وموبخًا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد وهذا يدل على أن الغلول كبيرة من الكبائر وأجمع العلماء على أن على الغال أن يرد الغلول إلى المقاسم قبل أن يفترق النَّاس فأمَّا إذا تفرقوا ففات الرد فذهب معظمهم إلى أنَّه يدفع خمس ما غل للإمام ويتصدق بالباقي وهو قول الحسن ومالك والأوزاعي والثوري والليث وروي معناه عن معاوية وابن مسعود وابن عباس وأحمد بن حنبل وقال الشَّافعي ليس له الصدقة بمال غيره ثم اختلفوا فيما يفعل بالغال فالجمهور على أنَّه يعزر بقدر اجتهاد الإمام عقوبة الغال ولا يحرق رحله ولم يثبت عندهم ما رُوي عن ابن عمر من أنَّه يحرق رحله ويحرم سهمه لأنَّه مما انفرد به صالح بن محمَّد عن سالم وهو ضعيف لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم لم يحرق رحل الذي وجد عنده الخزرة والعباءة وقال قوم بمقتضى ذلك الحديث يحرق رحله ومتاعه كله وهو قول مكحول والأوزاعي وقال إلَّا سلاحه وثيابه التي عليه وقال الحسن إلَّا الحيوان والمصحف قال الطحاوي ولو صح حديث ابن عمر لحمل على أنَّه كان ذلك حين كانت العقوبة في الأموال وذلك منسوخ وقوله (لا أملك شيئًا قد أبلغتك) أي لا أملك لك مغفرة ولا شفاعة إلَّا إذا أذن الله له في الشفاعة فكأن هذا القول منه أبرزه غضب وغيظ ألا ترى قوله قد أبلغتك أي ليس لك عذر بعد الإبلاغ وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٤٢٦] والبخاري [٣٠٧٣]، ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>