للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي عَبْدِ الله بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيسِ بْنِ عَدِي السَّهْمِيِّ. بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ. أَخْبَرَنِيهِ يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

ــ

أمر الولاة بالعدل أمر النَّاس بطاعتهم ليشعر أن الطاعة لهم وإنَّما تجب بعدالتهم قيل ويشهد للقول الثَّاني ورود أولي الأمر بمعنى العلماء في قوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} وإيراد مسلم هذا الحديث في هذا الباب مع ما فيه من بيان أن الآية نزلت في عبد الله بن حذافة وقد بعث أميرًا على سرية يدل على أن مذهبه في أولي الأمر مذهب الأكثرين. أي نزلت هذه الآية (في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي) القرشي (السهمي) أبي حذافة من قدماء المهاجرين هاجر إلى الحبشة وشهد بدرًا وأرسله النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى كسرى له أحاديث انفرد له (م) بحديث ويروي عنه (م س) وأبو وائل وسليمان بن يسار مات بمصر في خلافة عثمان رضي الله عنه (بعثه النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم في سرية) قال القرطبي هذا كلام غير تام وتتمته أن عبد الله بن حذافة أمرهم بأمر فخالف بعضهم وأنف على عادة العرب أنهم كانوا يأنفون من الطاعة قال الشَّافعي فكانت العرب تأنف من الطاعة للأمراء فلما أطاعوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمرهم بطاعة الأمراء قال ابن جريج: (أخبرنيه) أي أخبرني هذا الحديث (يعلى بن مسلم) بن هرمز البصري ثم المكيِّ روى عنه في (٢) ثقة، من (٦) (عن سعيد بن جبير) الوالبي الكوفيّ ثقة، من (٣) (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما وهذا السند من سداسياته.

وقوله (بعثه في سرية) إشارة إلى ما رواه علي عند المؤلف في هذا الباب وعند البُخاريّ وغيره أن النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن حذافة على سرية فأمرهم أن يوقدوا نارًا فيدخلوها فهموا أن يفعلوا ثم كفوا فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال إنما الطاعة في المعروف واستشكل الداودي أن تكون آية الإطاعة نزلت في هذه القصة لأنَّ الآية تأمر بإطاعة الأمير وحاصل القصة أن الصّحابة أقروا على مخالفة أميرهم وأجاب عنه الحافظ في الفتح [٨/ ٢٥٤] بأن المقصود من الآية ها هنا قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} لأنَّ الصّحابة تنازعوا في امتثال ما أمرهم به عبد الله بن حذافة وسببه أن الذين هموا أن يطيعوه وقفوا عند امتثال الأمر بالطاعة والذين امتنعوا عارضه عندهم الفرار من النَّار فناسب أن ينزل في ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع وهو الرد إلى الله وإلى رسوله أي إن تنازعتم في جواز الشيء وعدم جوازه

<<  <  ج: ص:  >  >>