متعلق بلبين لأنَّه مصدر ليس الثلاثي فحذفت النون للإضافة، واللام للتخفيف فصار لبيك، وقيل: يقدر عامله من معناه تقديره أجبت لبيك أي أجبتك إجابتين.
وفي الصبان على الأشموني (قوله لبيك) أصله أُلِبُّ لك إلبابين أي أقيم لطاعتك إلبابًا كثيرًا لأن التثنية لإفادة التكرير نحو {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَينِ} فحُذف الفعل وأقيم المصدر مقامه، وحُذفت زوائده، وحُذف الجار من المفعول وأضيف المصدر إليه فصار لبيك، كل ذلك ليسرع المجيب إلى التفرغ واستماع الأمر والنهي، ويجوز أن يكون من لبَّ بمعنى ألب، فلا يكون حينئذ محذوف الزوائد لأنَّ أصله ألب لبين لك قاله الرضيُّ اهـ. وسعديك اسم مصدر لأسعد الرباعي بمعنى ساعد وأعان وفي القاموس أسعده إذا أعانه، وسعديك إسعادًا بعد إسعاد وهو منصوب على المفعولية المطلقة بعامل محذوف وجوبًا مقدرٍ من لفظه، تقديره أُسْعِدُ سعديك أصله أُسعد سعد بن لك، أُسعد فعل مضارع من أسعد الرباعي مرفوع بضمة ظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا سعد بن منصوب على المفعولية المطلقة بأسعد وعلامة نصبه الياء لأنَّه ملحق بالمثنى في إعرابه كحواليك وعلامة نصبه الياء، والنون عوض عن التنوين والحركة، لك جار ومجرور متعلق بسعديك لأنَّه اسم مصدر لأسعد الرباعي فحُذفت النون للإضافة واللام للتخفيف فصار أسعد سعديك فحُذف العامل لنيابة المصدر منابه فصار سعديك، فالناصب في لبيك فعل من لفظه أو من معناه، وفي سعديك فعل من لفظه، وقال الموضح وغيره: ولا يستعمل سعديك إلَّا بعد لبيك فهو كالتوكيد له، وأمَّا لبيك فيستعمل وحده وأنشد لسان الحال:
(ثم) بعد إجابتي له صَلَّى الله عليه وسلم (سار) ومشى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم راكبًا على دابته (ساعة) أي زمنًا قليلًا لا خصوص الساعة المعروفة عند الميقاتيين (ثم قال) ثانيًا (يا معاذ بن جبل) فـ (ـقلت) إجابة لندائه (لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال) ثالثًا (يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك) فـ (ـقال) في المرة