القرطبي فيه من الفقه تسمية الملوك بالخلفاء وإن كانت الخلافة الحقيقية إنما صحت للخلفاء الأربعة رضي الله تعالى عنهم وفيه أنه لا يجوز نصب خليفتين كما تقدم وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الأخير من الترجمة بحديث أم سلمة رضي الله عنها فقال.
٤٦٦٦ - (١٨٠٦)(١٥٠)(حدثنا هداب بن خالد) بن الأسود بن هدبة القيسي (الأزدي) أبو خالد البصري ويلقب بهداب ثقة، من (٩)(حدثنا همام بن يحيى) بن دينار الأزدي العوذي البصري ثقة، من (٧) حدثنا قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري ثقة، من (٤)(عن الحسن) البصري ثقة، من (٣)(عن ضبة بن محصن) العنزي البصري روى عن أم سلمة في الجهاد وعمر وأبي موسى ويروي عنه (م د ت) والحسن البصري وقتادة وجماعة وثقه ابن حبان له عندهم فرد حديث صدوق من الثالثة (عن أم سلمة) رضي الله تعالى عنها وهذا السند من سداسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستكون أمراء) بعدي (فـ) ـيعملون أعمالًا منها ما (تعرفون) كونه معروفًا فتقبلونه (و) منها ما تعرفون كونه منكرًا (تنكرونـ) ـه قال الذهني أي فتستحسنون بعض أفعالهم وتستقبحون بعضها (فمن عرف) المنكر ولم يشتبه عليه فقد (برئ) أي فقد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو بلسانه فإن عجز فليكرهه بقلبه (ومن أنكر سلم) أي ومن لم يقدر على تغييره بيده أو بلسانه فأنكر ذلك بقلبه وكرهه سلم من مشاركتهم في إثمه (ولكن من رضي) بقلبه بفعلهم (وتابعـ) ـهم عليه في العمل وهو مبتدأ حذف خبره ولكن من رضي وتابع لم يبرأ أو لم يسلم وفيه دليل على أن من عجز عن إزالة المنكر لا يأثم بمجرد السكوت بل إنما يأثم بالرضا به أو بأن لا يكرهه بقلبه أو بالمتابعة عليه وفي المفهم والمعنى أي من رضي المنكر وتابع عليه هو المؤاخذ والمعاقب عليه وإن لم يفعله (قالوا) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أ) نتركهم على ذلك (فلا نقاتلهم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابهم (لا) تقاتلوهم (ما صلوا) أي ما داموا على