للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْرَرْنَ بِذلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ، قَال لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "انْطَلِقْنَ. فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ" وَلَا. وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ. غَيرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ.

قَالت عَائِشَةُ: وَاللهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ، إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالى. وَمَا مَسَّتْ كَفٌّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةِ قَطُّ. وَكانَ يَقُولُ لَهُنَّ، إِذَا أَخَذَ عَلَيهِنَّ: "قَدْ بَايَعْتُكُنَّ"، كَلامًا

ــ

٦٣٧]، أن عبد بن حميد أخرج عن مجاهد نحوه وزاد ولا خرج بك عشق رجل منا ولا فرار من زوجك.

ولكن الجمع بينهما سهل لأن مقصود عائشة وابن عباس في رواية العوفي أن الامتحان كان لحصول الطمأنينة بصدقهن في الإسلام والحلف بالأشياء الكثيرة إنما كانت للتثبت في هذا الغرض ويتضح ذلك بما أخرجه الطبري وغيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ولفظه فاسألوهن عما جاء بهن فإن كان من غضب على أزواجهن أو سخطه أو غيره ولم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن ومن طريق قتادة كانت محنتهن أن يستحلفن بالله ما أخرجكن نشوز وما أخرجكن إلا حب الإسلام وأهله فإن قلن ذلك قبل منهن ذكرهما الحافظ في الفتح [٩/ ٤٢٥] فتبين أن الاستحلاف في الأمور المتعددة إنما كان للتثبت في معرفة إيمانهن وصدقهن في الهجرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لو ظهر من امرأة أنها إنما خرجت لغرض دنيوي ظهر أنها ليست صادقة في هجرتها والله سبحانه أعلم.

قالت عائشة: (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن) وقبلن (بذلك) المذكور في الآية (من قولهنَّ) أي بقولهن ذلك ونطقهن (قال لهنَّ رسول إله صلى الله عليه وسلم انطلقن) أي اذهبن (فقد بايعتكن ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهنَّ بالكلام قالت عائشة والله ما أخذ) أي ما جعل (رسول الله صلى الله عليه وسلم) العهد والبيعة (على النساء قط إلا) بالنطق (بما أمره الله تعالى به) في الآية (وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأةٍ قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهنَّ) العهد بالكلام انطلقن فـ (ـقد بايعتكن كلامًا) لا مصافحةً.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في التفسير [٤٨٩١]، وفي الطلاق

<<  <  ج: ص:  >  >>