للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ الله صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ؛ أَنهُ قَامَ فِيهِم فَذَكَرَ لَهُم: "أَن الْجِهادَ فِي سَبِيلِ الله وَالإِيمَانَ بِاللهِ أَفْضَلُ الأَعمَال" فَقَامَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيتَ إِنْ قُتِلتُ فِي سَبِيلِ الله تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَال لَهُ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: "نَعَم. إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ الله وَأَنتَ صَابِرٌ

ــ

المدني أبي إبراهيم المدني ثقة من (٢) (عن أبي قتادة) الأنصاري السلمي بفتح السين واللام فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن ربعي المدني رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أنه) أي أن عبد الله بن أبي قتادة (سمعه) أي سمع قتادة (يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه) صلى الله عليه وسلم (قام فيهم) أي في الصحابة خطيبًا (فذكر) صلى الله عليه وسلم (لهم) أي للصحابة (أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله) هما (أفضل الأعمال) الصالحة قال القرطبي الإيمان هنا هو المذكور في حديث جبريل ولا شك أنه أفضل الأعمال فإنه راجع إلى معرفة الله ورسوله وما جاء به وهو المصحح لأعمال الطاعات كلها المتقدم عليها في الرتبة والمرتبة وإنما قرن به الجهاد هنا في الأفضلية وإن لم يجعله من جملة مباني الإسلام التي ذكرها في حديث ابن عمر لأنه لم يتمكن من إقامة تلك المباني على تمامها وكمالها ولم يظهر دين الإسلام على الأديان كلها إلا بالجهاد فكأنه أصل في إقامة الدين والإيمان أصل في تصحيح الدين فجمع بين الأصلين في الأفضلية والله تعالى أعلم وقد حصل من مجموع هذه الأحاديث أن الجهاد أفضل من جميع العبادات العملية ولا شك في هذا عند تعينه على كل مكلف قدر عليه كما كان كذلك في أول الإسلام وكما قد تعين في هذه الأزمان إذ قد استولى على المسلمين أهل الكفر والطغيان فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وأما إذا لم يتعين فحينئذ تكون الصلاة أفضل منه على ما جاء في حديث أبي ذر إذ سال عن أفضل الأعمال فقال الصلاة على مواقيتها متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود اهـ من المفهم.

(فقام رجل) من الحاضرين لم أر من ذكر اسمه (فقال يا رسول الله أرأيت) أي أخبرني (إن قتلت في سبيل الله) هل (تكفر) وتمحى (عني خطاياي) وذنوبي بسبب قتلي في سبيل الله (فقال له) أي لذلك الرجل (رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم) تكفر عنك خطاياك (إن قتلت في سبيل الله وأنت) أي والحال أنك (صابر) على الآلام والجراح

<<  <  ج: ص:  >  >>