وصدقت نيته ينبغي أن لا يختلف أن أجره يضاعف كأجر العامل المباشر لما مر فيمن نام عن حزبه (ومن خلفه) أي خلف الغازي في سبيل الله (في أهله) ومن يتركه (بخير) بأن ناب عنه في مراعاتهم وقضاء مآربهم زمان غيبته (فقد غزا) أي شاركه في الأجر من غير أن ينقص من أجره شيء لأن فراغ الغاز له وانشغاله به بسبب قيامه بأمر عياله فكأنه مسبب من فعله.
فإن قلت: هل من جهز غازيًا على الكمال ويخلفه بخير في أهله له أجر غازيين أو غاز واحد أجاب ابن أبي جمرة بأن ظاهر اللفظ يفيد أن له أجر غازيين لأنه صلى الله عليه وسلم جعل كل فعل مستقلًا بنفسه غير مرتبط بغيره اهـ قسطلاني وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (٤/ ١١٥) والبخاري (٢٤٨٣) وأبو داود (٢٥٠٩) والترمذي (١٦٢٨) والنسائي (٦/ ٤٦) ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث زيد بن خالد رضي الله عنه فقال.
٤٧٧٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو الربيع الزهراني) سليمان بن داود البصري (حدثنا يزيد يعني ابن زريع) التيمي العيشي أبو معاوية البصري ثقة من (٨)(حدثنا حسين) بن ذكوان (المعلم) المكتب العوذي البصري ثقة من (٦)(حدثنا يحيى بن أبي كثير) صالح ابن المتوكل الطائي اليمامي ثقة من (٥)(عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني (عن بسر بن سعيد) الحضرمي المدني ثقة من (٢)(عن زيد بن خالد الجهني) المدني رضي الله عنه وهذا السند من سباعياته غرضه بيان متابعة أبي سلمة لبكير بن الأشج (قال) زيد بن خالد (قال نبي الله على الله عليه وسلم من جهز غازيًا فقد غزا ومن خلف غازيًا في أهله فقد غزا) والظاهر أن الرجل يكتب في الغزاة ثم إن الغزاة يختلفون في الأجر على قدر أعمالهم في الغزو وتحملهم المشاق واقتحامهم الأخطار فلا يستلزم هذا أن يكون ثوابه مساويًا لثواب من باشر القتال بنفسه وإنما يثاب كل على قدر عمله بعد اشتراكهم في حصول أجر مطلق الجهاد والله أعلم ثم استشهد المؤلف ثالثًا