للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: فَقَاتَلَهم حَتى قُتِلَ. قَال: فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضعٌ وَثَمَانُونَ. مِنْ بَينِ ضربَةٍ وَطَعنَةٍ وَرَميَةٍ. قَال: فَقَالت أُخْتُهُ، عمَّتِيَ الربيعُ بِنتُ النضرِ: فَمَا عَرَفتُ أَخِي إلا ببَنَانِهِ. وَنَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: ٢٣]،

ــ

للريح لأنه يذكر ويؤنث كا مر آنفا قال القرطبي ظاهره الحمل على أنه وجده حقيقة كما جاء في الحديث الآخر (إن ريح الجنة توجد على مسيرة خمسمائة عام) رواه أبو نعيم في صفة الجنة (١٩٤) والحلية (٢/ ٣٠٧) ويحتمل أن يكون قاله على معنى التمثيل أي إن القتل دون أحد موجب لدخول الجنة ولإدراك ريحها ونعيمها اهـ.

(قال) أنس بن مالك (فقاتلهم) أي فقاتل عمي المشركين (حتى قتل) شهيدًا ظاهره أنه قاتلهم وحده فيكون فيه دليل على جواز الاستقتال بل على ندبيته كما تقدم (قال) أنس بن مالك (فوجد في جسده بضع وثمانون) جرحًا (من بين ضربة) بسيف (وطعنة) برمح (ورمية) بسهم والبضع ما بين العقود من العدد وزاد في رواية البخاري (ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه) زاد البخاري قبل ذلك (قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع) (قال) أنس بن مالك (فقالت أخته) أي أخت أنس بن النضر (عمتي الربيع بنت النضر) بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد الياء المكسورة وقد مرت قصته في كتاب القسامة والديات (فما عرفت أخي إلا ببنانه) أي إلا بأصابعه ومنه قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: ٤].

قال أنس بن مالك (ونزلت هذه الآية) يعني قوله تعالى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: ٢٣] أي وفى بنذره يقال نحب ينحب من باب نصر إذا نذره ومنه قوله الشاعر:

إذا نحبت كلب على الناس إنهم ... أحق بتاج الماجد المتكرم

وقيل قضى أجله على ما عاهد عليه قال ذو الرمة:

عشية فر الحارثيون بعدما ... قضى نحبه في ملتقى الجيش هوبر

هو هوبر بن يزيد الحارثي اهـ.

({وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}) أي الوفاء بما نذر الموت على ما عاهدوا ({مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

<<  <  ج: ص:  >  >>