المدني الصحابي المهشور رضي الله عنه (فقال عبد الله بن عمرو) بن العاص (لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر) أي هم أشر وأقبح حالًا وكفرًا (من أهل الجاهلية) السابقة قبل الإسلام (لا يدعون الله) تعالى (بشيء) من الحوائج (إلا رده) الله (عليهم) دعوتهم فلا يستجيب دعاءهم لقبح حالهم وسوء صنيعهم (فبينما هم) أي عبد الله بن عمرو ومسلمة بن مخلد مع من كان معهم (على ذلك) أي على مذاكرة ذلك الحديث (أقبل) إليهم وجاء (عقبة بن عامر) الجهني رضي الله عنه (فقال له) أي لعقبة (مسلمة) بن مخلد (يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله) بن عمرو (فقال عقبة هو) أي عبد الله بن عمرو (أعلم) مني بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من السابقين إلى الإسلام ثم قال عقبة (وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله) أي لأجل إقامة دين الله (قاهرين) أي غالبين (لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة) أي حتى قرب إتيان الساعة (وهم على ذلك) أي على القتال لدين الله (فقال عبد الله) بن عمرو (أجل) أراد عبد الله بن عمرو بهذا الكلام أن يوفق بين الحديثين الذي رواه هو والحديث الذي ذكره عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنهما أي نعم سمعت ذلك الذي ذكرته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد ذلك العصابة (يبعث الله) سبحانه وتعالى على أهل الأرض (ريحًا) هابة من اليمن أو الشام رائحتها (كريح المسك) أي كرائحة المسك طيبًا (مسها) لمن تمر عليه (مس الحرير) أي كمس الحرير لينًا (فلا تترك) في الأرض (نفسًا) أي شخصًا (في قلبه مثقال حبة) أي وزن حبة (من الإيمان إلا قبضته) أي قبضت روحه