ذلك المنظر (فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده) صلى الله عليه وسلم (زيد بن حارثة) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه (فأخبرته) صلى الله عليه وسلم (الخبر) أي خبر ما وقع من حمزة (فخرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم معي (ومعه) صلى الله عليه وسلم (زيد) بن حارثة (وانطلقت معه) صلى الله عليه وسلم إلى البيت الذي فيه حمزة (فدخل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (على حمزة فتغيظ) أي غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليه) أي على حمزة (فرفع حمزة بصره) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقال) حمزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهل في قوله (هل أنتم) للاستفهام الإنكاري والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وزيد أي ما أنتم (إلا عبيد لأبائي) أي إلَّا كعبيد لأبي عبد المطَّلب! يريد والله أعلم أن عبد الله وأبا طالب كانا كأنهما عبدان لعبد المطَّلب في الخضوع لحرمته والجد يدعى سيدًا وأنه أقرب إليه منهما فأراد الافتخار عليهم بذلك، وفي الرواية الآتية (لأبي) بالإفراد؛ والمراد به في الموضعين عبد المطَّلب، والجمع هنا للتعظيم (فرجع) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حمزة حالة كونه (يقهقر) أي يمشي القهقرى وهو المشي إلى الخلف، وكأنه فعل ذلك خشية أن يزداد عبث حمزة في حالة سكره فينتقل من القول إلى الفعل فأراد أن يكون ما يقع من حمزة بمرأى منه ليدفعه إن وقع منه شيء كذا في فتح الباري (حتَّى خرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم (عنهم) أي من عند حمزة ومن معه من الشربة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ أخرجه في مواضع منها في الجهاد باب فرض الخمس برقم [٣٩٠١] وأبو داود في الخراج برقم [٢٩٨٦].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٤٩٩٥ - (٠)(٠)(وحدثنا عبد بن حميد أخبرني عبد الرَّزّاق أخبرني ابن جريج)