أي عاهدت معه ولم أر من ذكر اسم الرَّجل (صواغًا) بفتح الصاد المهملة وتشديد الواو صفة رجلًا، والصواغ مبالغة في الصائغ؛ وهو الذي يصوغ الذهب والفضة (من بني قينقاع) بفتح القافين وضم النُّون على الأشهر وقد تفتح وتكسر، وقال في القاموس: هم شعب من اليهود كانوا بالمدينة، وقوله (يرتحل معي) أي يمشي معي إلى موضع الإذخر، صفة ثالثة لرجلًا، وفي رواية البُخَارِيّ (أن يرتحل معي) بزيادة أن المصدرية فتكون الجملة في تأويل مصدر منصوب على أنَّه مفعول ثان لواعد أي واعدته الارتحال معي (فنأتي بإذخر) بكسر الهمزة وذال معجمة ساكنة حشيشة طيبة الرائحة (أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به) بالنصب عطفًا على أبيعه أي أستعين بثمنه (في) شراء طعام (وليمة عرسي) بفاطمة، قال الجوهري: العرس بضم العين وسكون الراء طعام الوليمة ويقال أعرس الرَّجل إذا بني بأهله وكذلك إذا غشيها، وفي القاموس نحوه وبكسر العين امرأة الرَّجل، والوليمة طعام الزفاف وحينئذ فينبغي كسر العين أي طعام وليمة المرأة وإلا فيصير المعنى طعام وليمة وليمتي، وإنما سمي طعام الوليمة المعمول عند العرس عرسًا باسم سببه اهـ من الإرشاد.
وفيه أن ما يجمعه الصواغ يكون ملكًا له فكيف يبيعه علي رضي الله عنه لنفسه؟ والجواب أن الصواغ وعده بأنه سيهب له ما يجمعه وذلك لما بينهما من صداقة أو تكون مصاحبة الصواغ لمجد الاستيناس به ويكون كل واحد منهما مالكًا لما يجمعه بنفسه ولا يبيع علي إلَّا ما هو ملك له والله أعلم اهـ من التكملة.
(فبينا) بلا ميم وكذا مع الميم ظرف ملازم للإضافة إلى الجملة (أنا أجمع لشارفي) أي لشارفين لي هو مثنى أضيف إلى ياء المتكلم (متاعًا) يحتاج إليه في حمل الإذخر عليهما (من الأقتاب) جمع قتب وهو أداة الرحل، وقال النووي: وهو رحل يكون قدر السنام اهـ وقد يكون في موضع آخر بمعنى الأمعاء وهو وما بعده بيان للمتاع (والغرائر) بالغين المعجمة والراء المكررة جمع غرارة ما يوضع فيه الشيء من التبن وغيره وتسمى بالجوالق كما في النووي (والحبال) جمع حبل والمراد الحبال التي تربط بها الحمولة على القتب (وشارفاي) أي والحال أن شارفي (مناخان) أي مبروكتان هكذا هو في معظم