كما قال في الشراب:"ساقي القوم آخرهم شربًا" رواه أحمد ومسلم والترمذي، وأيضًا فليحصل على درجة الإيثار فإنه صلى الله عليه وسلم كان أشدهم جوعًا لأنه كان قد شد على بطنه بحجرين ومع ذلك قدمهم عليه وآثرهم بالأكل قبله وشد البطن بالحجر يسكن سورة الجوع وذلك أنه يلصق البطن بالأمعاء والأمعاء بالبطن فتلتصق المعدة بعضها باب فيقل الجوع، وقيل إنما يفعل ذلك ليقوى من الضعف الذي يجده الجوع والأول أبين، وفي الحديث أبواب من الفقه لا تخفى اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٢١٨] والبخاري [٥٤٥٠]، والترمذي [٣٦٣٠].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٥١٧٨ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا) محمد بن عبد الله (بن نمير واللفظ له حدثنا أبي) عبد الله (حدثنا سعد بن سعيد) ابن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد المدني، صدوق، من (٤) روى عنه في (٥) أبواب (حدثني أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذان السندان من رباعياته، غرضه بيان متابعة سعد بن سعيد وإسحاق بن عبد الله (قال) أنس (بعثني أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدعوه) صلى الله عليه وسلم إلى طعام (و) الحال أنه (قد جعل) ووضع أبو طلحة (طعامًا) لأجله صلى الله عليه وسلم. قال الأبي: هذه وضع قضية أخرى بلا شك، وفيها ما سبق في الحديث الأول وزيادة هذا العلم الآخر من أعلام النبوة وهو إخراج ذلك الشيء من بين أصابعه الكريمة اه نووي، وفي الحديث أن من استحق شيئًا مع غيره فيما يصح قسمته بالاعتدال لا بأس أن يبدأ بمن شاء كالمكيل والموزون إذا كان قسمتهم له على القرب والفور اه إكمال المعلم (قال) أنس (فأقبلت) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئت إليه (ورسول الله صلى الله عليه وسلم) أي