للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ. فَلَمَّا رُدَّ إِلَيهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابعِ النبي صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ. فَقِيلَ لَهُ: لَمْ يَأكُل. فَفَزعَ وَصَعِدَ إِلَيهِ. فَقَال: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَال النبي صلى الله عَلَيهِ وسلَّمَ: "لَا. وَلكِنِّي أَكْرَهُهُ" قَال: فَإِني أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ، أَوْ مَا كَرِهْتَ.

قَال: وَكَانَ النبِي صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ يُؤْتَى

ــ

صلى الله عليه وسلم فيأكل منه يعني إذا أتى إلى أبي أيوب بفضلة الطعام الذي أكل منه النبي صلى الله عليه وسلم يسأل رضي الله عنه عن موضع أصابعه الشريفة ويأكل منه تبركًا به ففيه التبرك بآثار أهل الخير في الطعام وغيره والله أعلم اهـ نووي.

(فصنع) أبو أيوب (له) صلى الله عليه وسلم يومًا (طعامًا فيه ثوم فلما رد) بضم الراء رد الطعام الفاضل بعد أكل النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه (إليه) أي إلى أبي أيوب (سأل) أبو أيوب (عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم) عند الأكل منه (فقيل له) أي لأبي أيوب (لم يأكل) منه النبي صلى الله عليه وسلم (ففزع) أبو أيوب وفجع عن عدم أكله صلى الله عليه وسلم لخوفه أن يكون حدث منه أمر أوجب الامتناع من طعامه (وصعد) أبو أيوب (إليه) صلى الله عليه وسلم في العلو (فقال) أبو أيوب للنبي صلى الله عليه وسلم (أحرام هو؟ ) أي الثوم أم لا، فلم تركت أكل الطعام؟ (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا) أي ليس الثوم حرامًا أكله (ولكني) أي ولكن أنا (أكرهه) أي أكره أكل الثوم فـ (قال) أبو أيوب (فإني كره ما تكره) يا رسول الله (أو) قال أبو أيوب فإني أكره (ما كرهت) يا رسول الله، والشك من أفلح أو ممن دونه ففيه منقبة عظيمة لأبي أيوب رضي الله عنه فإنه مشعر بكمال اتباع محبوبه ومن حق المحب أن يتبع محبوبه فيما يحب ويكره كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} الآية (قال) أبو أيوب (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى) بالبناء للمجهول أي تأتي إليه الملائكة والوحي كما جاء في الحديث الآخر (فإني أناجي من لا تناجي وإن الملائكة تتأذى بما يتأذى به بنو آدم) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك الثوم دائمًا لأنه يتوقع مجيء الملائكة والوحي كل ساعة اهـ نووي فيخاطبهم فيكره أن تكون رائحة الثوم في فيه.

وقال العيني في العمدة [٣/ ٢١٦] والذي ذكرنا من كراهة دخول المسجد بعد أكل الثوم، في الثوم النبي لأجل رائحته، وأما الثوم المطبوخ منه فلا يكره لما روى

<<  <  ج: ص:  >  >>