للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ، أَوْ قَالتْ: ضَيفِكَ؟ قَال: أَوَ مَا عَشيتِهِمْ؟ قَالتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ. قَدْ عَرَضُوا عَلَيهِمْ فَغَلَبُوهُمْ. قَال: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ. وَقَال: يَا غُنْثَرُ، فَجَدَّعَ

ــ

عليه أبو بكر من الحب للنبي صلى الله عليه وسلم والانقطاع إليه وإيثاره في ليله ونهاره على الأهل والأولاد والضيفان وغيرهم اهـ منه.

قوله (وإن أبا بكر تعشى) إلخ وفي رواية سعيد الجريري عند البخاري في الأدب (إن أبا بكر تضيف رهطًا فقال لعبد الرحمن دونك أضيافك فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأفرغ من قراهم قبل أن أجيئ فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده فقال اطعموا فقالوا: أين رب منزلنا؟ قال: اطعموا، قالوا: ما نحن بآكلين حتى يجيئ رب منزلنا، قال: اقبلوا عنا قراكم فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه، فعرفت أنه يجد علي فلما جاء أبو بكر رضي الله عنه (قالت له) أي لأبي بكر (امرأته) أي زوجته هي أم رومان بضم الراء وفتحها حكاه السهيلي وابن عبد البر في الاستيعاب واسمها دعد ويقال زينب اهـ تنبيه المعلم (ما حبسك) ومنعك (عن) الرجوع إلى (أضيافك أو قالت) عن (ضيفك) بالشك فيما قالته من اللفظين إما من عبد الرحمن أو ممن دونه (قال) أبو بكر (أ) تقول لي ما حبسك (وما عشيتهم) بكسر التاء خطابًا لها أي أتسالني عن تأخري والحال أنك ما أعطيتهم العشاء (قالت) امرأته أعطيتهم العشاء فـ (أبوا) أي امتنعوا من أكله (حتى تجيء) أنت وتأكل معهم فإنه (قد عرضوا) أي قد عرض الخدم أو الأهل طعام العشاء (عليهم) وقربوا إليهم (فـ) أبوا حتى (غلبوهم) أي غلب أضيافك الخدم في الإباء من أكل العشاء حتى تحضر تعني عرضوا عليهم الطعام فابوا وغلبوا عليهم (قال) عبد الرحمن (فذهبت أنا) من عند الأضياف (فاختبأت) أي اختفيت عنه خوفًا من أن يغضب علي أو يسبني أو يضربني وفي رواية الجريري عند البخاري (فقال: يا عبد الرحمن! فسكت، ثم قال: يا عبد الرحمن! فسكت، فقال: يا غنثر! أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت) وسيجيء تمام الكلام في الرواية الآتية (وقال) أبو بكر (يا غنثر) بضم الغين وسكون النون وفتح المثلثة وحكي ضم المثلثة أيضًا وحكى عياض عن بعض شيوخه فتح الغين والثاء ومعناه الثقيل الوخم وقيل الجاهل وقيل السفيه وقيل اللئيم وقيل هو ذباب أزرق شبهه به لتحقيره مأخوذ من الغثر ونونه زائدة، ورواه الخطابي عنتر بالعين المهملة والتاء المثناة وهو الذباب (فجدعـ) ـني أي دعا علي بالجدع وهو قطع الأنف وغيره من

<<  <  ج: ص:  >  >>