جَاءَ بِثَلاثَةٍ. وَانْطلَقَ نَبِي الله صَلى الله عَلَيهِ وَسلمَ بِعَشَرَةٍ. وَأَبُو بَكْرِ بِثَلاثَةٍ. قَال: فَهُوَ وَأَنَا وَأَبِي وَأُمِّي -وَلَا أَدْرِي هَلْ قَال: وَامْرَأتِي وَخَادِمٌ بَينَ بَيتِنَا وَبَيتِ أَبِي بَكْرٍ- قَال: وَإِن أَبَا بَكْرٍ تَعَشى عِنْدَ النبِي صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ. ثُمَّ لَبِثَ حَتى صُلِّيَتِ الْعِشَاءُ. ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى نَعَسَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ. فَجَاءَ بَعْدَمَا مَضى مِنَ الليلِ مَا شَاءَ الله
ــ
الصديق رضي الله عنه (جاء) إلى بيتنا (بثلاثة) أنفار (وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة) وفي هذا بيان لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الأخذ بأفضل الأمور والسبق إلى السخاء والجود فإن عيال النبي صلى الله عليه وسلم كانوا قريبًا من عدد ضيفانه هذه الليلة وقد أخذ معه أضعاف من أخذه أصحابه من الأضياف (و) انطلق (أبو بكر بثلاثة) كرر هذا مع ذكره آنفًا توطئة لما بعده (قال) عبد الرحمن (فهو) ضمير شأن في محل الرفع مبتدأ أول (وأنا) مبتدأ ثان والواوفيه تحريف من النساخ (وأبي وأمي) معطوفان على أنا وخبر المبتدإ الثاني محذوف لدلالة السياق عليه تقديره فهو أي فالشأن أنا وأبي وأمي أهل بيتنا، قال أبو عثمان النهدي (ولا أدري) أي لا أعلم (هل قال) عبد الرحمن وزاد على المذكورين (وامرأتي وخادم) خدمته مشتركة (بين بيتنا وبيت أبي بكر) فيكون أهل دار أبي بكر مع هذين خمسة (قال) عبد الرحمن (وإن أبا بكر) الصديق (تعشى) أي أكل العشاء بفتح العين وهو ما يؤكل أوائل الليل وأواخر النهار (عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث) أبو بكر أي مكث عند النبي صلى الله عليه وسلم (حتى صليت العشاء ثم) بعد صلاة العشاء (رجع) أبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم (فلبث) عنده (حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء) إلى بيته (بعد ما مضى من الليل ما شاء الله) تعالى مضيه هذا التأويل الذي ذكرناه أوضح ما في المقام، وقيل في كلامه هنا تكرار فذكر أولًا أن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى العشاء ثم رجع أي إلى بيته ثم ذكر نفس الواقعة مرة ثانية لإيضاح مدة لبثه عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لبث إلى أن نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى من الليل ما شاء الله، ووقع في بعض الشروح اضطراب في تفسيره راجع فتح الباري [٦/ ٥٩٦] قال النووي: وفي هذا جواز ذهاب من عنده ضيفان إلى أشغاله ومصالحه إذا كان له من يقوم بأمورهم ويسد مسده كما كان لأبي بكر هنا عبد الرحمن رضي الله عنهما وفيه ما كان