للناس ورفق في أمورهم وأحوالهم، وقوله العرفاء في النار تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقه آثم واستحق النار، قوله (اثنا عشر رجلًا) هكذا في أكثر النسخ بالألف على لغة من يلزم المثنى بالألف في الأحوال الثلاثة ويعربه إعراب المقصور كقوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} على قراءة تشديد نون إن، وكقوله:
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
وفي قليل منها (اثني عشر رجلًا) بالياء على اللغة المشهورة (قال) عبد الرحمن كما هو موجود في رواية القرطبي (إلا أنه بعث معهم) استدراك على قوله فأصبحت عنده أي فأصبحت الجفنة عنده صلى الله عليه وسلم لم يأكلوا منها لكن أنه صلى الله عليه وسلم بعثها معهم أي مع الخدم إلى أولئك الجيش الذين فرقوا اثنتي عشرة فرقة (فأكلوا منها) أي من تلك الجفنة كلهم (أجمعون أو) القول (كما قال) عبد الرحمن نحو قوله فأكل منها معظمهم أو أكثرهم أو أغلبهم أو بعضهم والشك من أبي عثمان النهدي فيما قاله عبد الرحمن، قال الحافظ: وظهر بذلك أن تمام البركة في الطعام المذكور كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذي وقع فيها في بيت أبي بكر ظهور أوائل البركة فيها وأما انتهاؤها إلى أن تكفي الجيش كلهم فما كان إلا بعد أن صارت عند النبي صلى الله عليه وسلم اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ١٩٧] , والبخاري [٣٥٨١].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما فقال:
٥٢٢٧ - (٠٠)(٠٠)(حدثني محمَّد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح) بن أبي عطاء (العطار) أبو سعيد البصري، صدوق له أوهام، من (٩) روى عنه في (٧) أبواب (عن) سعيد بن إياس (الجريري) مصغرًا أبي مسعود البصري، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٠) أبواب (عن أبي عثمان) النهدي (عن عبد الرحمن بن أبي بكر) الصديق رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة الجريري لسليمان بن طرخان.