للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: نَزَلَ عَلَينَا أَضْيَافٌ لَنَا. قَال: وَكَانَ أبي يَتَحَدَّثُ إلى رَسُولِ الله صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسلمَ مِنَ الليلِ. قَال: فَانْطَلَقَ وَقَال: يَا عَبدَ الرَّحْمن، افْرُغْ مِنْ أَضْيَافِكَ. قَال: فَلَمَّا أَمْسَيتُ جِئْنَا بِقِرَاهُمْ. قَال: فَأَبَوْا. فَقَالُوا: حَتى يَجِيءَ أَبُو مَنْزِلِنَا فَيَطْعَمَ مِنْهُ. قَال: فَقُلْتُ لَهُمْ: إنهُ رَجُلٌ حَدِيدٌ. وَإِنَّكُمْ إن لَمْ تَفْعَلُوا خِفْتُ أَنْ يُصِيبَنِي قَال: فَأبَوْا. فَلَمَّا جَاءَ لَمْ يَبْدَأْ بِشَيءٍ أوَّلَ مِنْهُمْ. فَقَال: أَفَرَغْتُم مِنْ أَضْيَافكم؟ قَال قَالُوا: لَا. وَاللهِ! مَا فَرَغْنَا

ــ

(قال) عبد الرحمن (نزل علينا) معاشر أهل بيت أبي بكر (أضياف لنا قال) عبد الرحمن (وكان أبي) أبو بكر دائمًا (يتحدث) ويسمر (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي عنده صلى الله عليه وسلم (من) أوائل (الليل قال) عبد الرحمن (فانطلق) أبي وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال) لي عند الذهاب (يا عبد الرحمن أفرغ) أي كن فارغًا (من) أداء قرى (أضيافك) وعشائهم قبل رجوعي إلى البيت أي عشهم وأكمل حقوقهم قبل رجوعي من عند النبي صلى الله عليه وسلم (قال) عبد الرحمن (فلما أمسيت) أي دخلت في المساء وهو ما بين صلاة العصر إلى نصف الليل (جئنا) إلى الأضياف (بقراهم) والقرا بكسر القاف مقصورًا ما يصنع للضيف من مأكول ومشروب اهـ سنوسي، وفي القاموس: القرى بوزن رضا والقراء بوزن سحاب إضافة الشخص يقال قرى الضيف قرى وقراء من الباب الثاني اهـ (قال) عبد الرحمن (فأبوا) علينا القرى وامتنعوا من أكله (فقالوا) لا نأكل (حتى يجيء أبو منزلنا) وصاحبه (فيطعم معنا) يريدون التبرك بمؤاكلته والمؤانسة به (قال) عبد الرحمن (فقلت لهم) أي للأضياف (إنه) أي إن رب المنزل (رجل حديد) أي حار أي فيه قوة وصلابة ويغضب لانتهاك الحرمات والتقصير في حق الضيف ونحوه اهـ نووي (وإنكم) أيها الأضياف (أن لم تفعلوا) الأكل ولم تقبلوا القرى منا حتى يحضر رب المنزل (خفت) أنا في نفسي (أن يصيبني) وينالني (منه) أي من رب المنزل (أذى) من سب وتجديع ودعاء علي (قال) عبد الرحمن (فأبوا) على الاعتذار إليهم وقبول عذري (فلما جاء) أبو بكر من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يبدأ) في كلامه (بشيء أول منهم) أي من سؤاله عن قراهم وعشائهم (فقال) لنا أبو بكر في سؤاله عنهم (أفرغتم) أي هل فرغتم يا أهل البيت (من) تعشية (أضيافكم) وأداء قراهم (قال) عبد الرحمن (قالوا) أي قال أهل البيت (لا والله مما فرغنا) من عشائهم

<<  <  ج: ص:  >  >>