للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآخِرَةِ" فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذلِكَ آُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحُلَلِ سِيَرَاءَ. فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ. وَبَعَثَ إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيدِ بِحُلَّةٍ. وَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حُلَّةً. وَقَال: "شَقِّقْهَا خُمُرًا بَينَ نِسَائِكَ" قَال: فَجَاءَ عُمَرُ بِحُلَّتِهِ يَحْمِلُهَا. فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، بَعَثْتَ إِليَّ بِهذِهِ. وَقَدْ قُلْتَ بِالأَمْسِ في حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ. فَقَال: "إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيكَ لِتَلْبَسَهَا. وَلكِنِّي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيكَ لِتُصِيبَ بِهَا" وَأَمَّا أُسَامَةُ فَرَاح

ــ

(الآخرة) يعني من لا نصيب له في اعتقاد الآخرة هذا في حق الكفار ظاهر، وأما في حق المؤمن فلعدم جريانه على موجب اعتقاده ويجوز أن يراد به من لا نصيب له من لبس الحرير في الآخرة فيكون عدم نصيبه منه كناية عن عدم دخوله الجنة لقوله تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} وهذا في حق الكافر ظاهر، وأما في حق المؤمن فمحمول على التغليظ والله أعلم اهـ مبارق. وقال الزرقاني: وهذا الحديث على سبيل التغليظ وإلا فالمؤمن العاصي لا بد من دخوله الجنة فله خلاق في الآخرة كما أن عمومه مخصوص بالرجال لقيام الأدلة على إباحة الحرير للنساء اهـ (فلما كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعد ذلك) اليوم (أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء فبعث التي عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة، وأعطى علي بن أبي طالب حلة وقال) صلى الله عليه وسلم لعلي (شققها) أي شقق هذه الحلة وقطعها واجعلها (خمرًا) موزعة (بين نسائك) أي بين حرمك، والخمر بضمتين ويجوز إسكان الميم جمع خمار وهو ما يوضع على رأس المرأة، وفيه دليل على جواز لبس النساء الحرير وهو مجمع عليه اليوم، وقد قدمنا أنه كان فيه خلاف لبعض السلف وزال اهـ نووي (قال) ابن عمر (فجاء عمر بحلته يحملها فقال يا رسول الله) أ (بعثت) بتقدير همزة الاستفهام أي أبعثت (إلي بهذه) الحلة (وقد قلت بالأمس) وهو اسم لليوم الذي قبل يومك سواء كان بعيدًا أم قريبًا (في حلة عطارد ما قلت) من قوله إنما يلبس الحرير .. الخ (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر (اني لم أبعث بها إليك لتلبسها) بنفسك (ولكني بعثت بها إليك لتصيب بها) أي لتحصل بأثمانها مالًا من المواشي أو العقار وتملكه، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لعمر مثل ما قال لعلي وأسامة لتشققها خمرًا بين نسائك ولو سمع ذلك عمر لما سمع منه منع النساء من الحرير اهـ مفهم (وأما أسامة فراح) أي فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>