رواية ابن وهب عند أبي داود (تحت بساط لنا)، وفي رواية شعيب عند النسائي "تحت نضد لنا" وهو بفتح الضاد السرير الذي تنضد عليه الثياب أي يجعل بعضها فوق بعض وهو أيضًا متاع البيت المنضود كذا فسره السيوطي في زهر الربى، ومعنى الروايات الثلاث متقارب فإنه يحتمل أن يكون البساط مصنوعًا مما يصنع منه الفسطاط وهو الخباء الكبير فصح عليه إطلاق البساط والفسطاط والنضد اهـ من التكملة، فرأى الجرو تحت الفسطاط (فأمر به) أي أمر بإخراج الجرو (فأخرج) الجرو من البيت (ثم أخذ) صلى الله عليه وسلم (ليده ماء فنضح) أي رش الماء (مكانه) أي مكان الجرو، استدل بهذا من قال بأن الكلب نجس العين ولكن الحديث ليس صريحًا في ذلك لأن النضح يمكن أن يكون احتياطًا لما يخاف من الكلب أنه بال أو أصاب المكان شيء من لعابه (فلما أمسى) صلى الله عليه وسلم أي دخل مساء ذلك اليوم (لقيه) صلى الله عليه وسلم (جبريل) الأمين - عليه السلام -، وهذا الحديث صريح في أن إتيان جبريل تأخر يومًا كاملًا والذي يظهر من حديث عائشة السابق ولا سيما من رواية ابن ماجه أن الجرو أخرج في نفس اليوم ولقيه جبريل - عليه السلام - فورًا بعد إخراجه فإما أن تكون قصة حديث عائشة وقصة حديث ميمونة مختلفتين واما أن يكون أحد الرواة وهم في تفصيل القصة وقد مر غير مرة أن وهم الراوي في مثل هذه الجزلْيات لا يقدح في صحة أصل الحديث والله أعلم (فقال له) أي لجبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد كنت) يا جبريل (وعدتني) أي أخبرتني (أن تلقاني) أي أن تأتيني (البارحة) أي الليلة الماضية قريبًا فأين ميعادك يا جبريل (قال) جبريل - عليه السلام - (أجل) أي نعم وعدتك الإتيان إليك في البارحة (ولكنا لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة) حيوان وفي بيتك كلب ولذلك أخلفتك (فأصبح) أي دخل (رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الصباح (يومئذ) أي يوم إذ جاءه جبريل فأخبره بوجود الكلب في بيته صلى الله عليه وسلم وهو اليوم الثاني من يوم التخلف (فأمر بقتل الكلاب حتى إنه) صلى الله عليه وسلم كان (يأمر بقتل كلب الحائط الصغير).