للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٧١ - (٠٠) (٠٠) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعمَرٌ، عَنْ همامِ بْنِ مُنَبِّهٍ. قَال: هذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَى الله عَلَيهِ وَسَلمَ. فَذَكَرَ أحَادِيثَ مِنْها: وَقَال رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: "أَغيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَخْبَثُهُ وَأغْيَظُهُ عَلَيهِ، رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الأَملاكِ. لَا مَلِكَ إلَّا اللهُ"

ــ

٥٤٧١ - (٠٠) (٠٠) (حدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني (أخبرنا معمر) بن راشد الأزدي البصري (عن همام بن منبه) بن كامل بن سيج اليماني الصنعاني، ثقة، من (٤) (قال) همام (هذا) الحديث الذي أمليه عليكم من صحيفتي (ما حدَّثنا) به (أبو هريرة) رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة همام للأعرج (فذكر) لنا أبو هريرة (أحاديث) كثيرة (منها) أي من تلك الأحاديث الكثيرة قوله (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أغيظ رجل) أي أشده غيظًا ومقتًا (على الله) أي عند الله (يوم القيامة وأخبثه) أي أشده خبثًا وأفحشه عملأ عند الله تعالى (وأغيظه) أي أشده غيظًا وغضبًا (عليه) أي عنده تعالى (رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك) للملوك ولا للملاك ولا للأملاك (إلا الله) سبحانه وتعالى.

قوله (أغيظ رجل) قال في المرقاة: اسم تفضيل بني للمفعول أي أكثر مَنْ يغضب عليه ويعاقب، والغيظ المضاف إلى الله عبارة عن غضبه وغضب الله سبحانه صفة ثابتة له تعالى نثبتها ونعتقدها ولا نكيفها ولا نمثلها ليس كمثله وكمثل صفاته شيء أثرها الانتقام ممن غضب عليه.

قوله (وأخبثه) أي أشده خبثًا عند الله من الخبث وهو الاسترذال والخسة والرداءة، ووقع في هذه الرواية في جميع النسخ (وأغيظه) بالتكرار عطفًا على قوله أغيظ رجل، قال القاضي عياض: ولا وجه للتكرار هنا وهو وهم من الرواة لأن الوهم إما في التكرير وإما بتغير اللفظ حتى قال بعضهم لعله (وأغنظه) بالنون والظاء المشالة، والغنظ شدة الكرب والمعنى وأشده غنظًا أي كربًا، وجاء في النهاية في مادة غيظ ولعله (وأغنظه) بالنون والظاء المشالة من الغنظ وهو شدة الكرب وهذا هو الصحيح. قال القرطبي: فذهب بعض العلماء إلى أن قوله (وأغيظه) وهم من الرواة، والصواب (وأغنطه) بالنون والطاء المهملة أي أشده غنطًا والغنط شدة الكرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>