والبركة كما جاء في الرواية الأخرى مفسرًا، وقد ظهرت بركة ذلك كله على عبد الله بن الزبير فإنه كان من أفضل الناس وأشجعهم وأعدلهم في خلافته وقتل شهيدًا رضي الله عنه (وسماه عبد الله ثم) بعدما كبر (جاء) عبد الله بن الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو ابن سبع سنين أو ثمان) بالشك من الراوي (ليبايع رسول الله على الله عليه وسلم) على الإسلام (وأمره) أي أمر عبد الله (بذلك) أي بالمبايعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والده (الزبير) بن العوام (فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم) ضحكًا يليق به (حين رآه) أي حين رأى عبد الله (مقبلًا) أي متوجهًا (إليه) صلى الله عليه وسلم سرورًا وفرحًا بإقباله إليه (ثم بايعه) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه بيعة تبرك وتشريف لا بيعة تكليف لأنه كان غير بالغ اهـ أبي.
فيه جواز البيعة للصغر، والظاهر أنه للتبرك والتفاؤل اهـ تكملة.
وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله ومبايعته له فرح به وإنهاض له حيث ألحقه بنمط الكبار الحاصلين على تلك البيعة الشريفة والمنزلة المنيفة، ففيه جواز مبايعة من يعقل من الصغار وتمرينهم على ما يخاطب به الكبار اهـ مفهم. ويحتمل أن يكون تبسمه تعجبًا مما سيقع له في المستقبل لأنه بعد الثمان سنين من خلافته حصره الحجاج بمكة وقتله وصلبه ومر به ابن عمر وهو كذلك فقال لقد كنت أنهاك اهـ من الأبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في العقيقة باب تسمية المولود غداة الولادة [٤٥٦٩]، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [٣٩٠٣].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أسماء رضي الله تعالى عنها فقال:
٥٤٧٧ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) الهمداني الكوفي (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة (عن هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة (عن أسماء) بنت أبي