بكر رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي أسامة لشعيب بن إسحاق (أنها) أي أن أسماء (حملت) أي حبلت (بعبد الله بن الزبير) رضي الله عنهما (بمكة) المكرمة حملًا تامًّا قريب الوضع (قالت) أسماء (فخرجت) من مكة (وأنا) أي والحال أني (متم) مدة حملي قويبة الولادة، والمتم بضم الميم الأولى وكسر التاء وتشديد الثانية وهي المرأة التي كان وقت ولادتها وقد أتمت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر (فأتيت المدينة) أي قاربت المدينة (فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم) دخلت المدينة و (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فـ) أخذه مني و (وضعه في حجره) أي على مقدم بدنه (ثم دعا) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بتمرة) أي طلبها فأتى بها (فمضغها) أي لاكها في فمه (ثم تفل) أي بصق ريقه (في فيه) أي في فم عبد الله (فكان أول شيء) بالنصب على أنه خبر مقدم لكان (دخل جوفه) والجملة في محل جر صفة لشيء (ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه) أي دلك حنكه (بالتمرة) ليصل طعمها إلى جوفه (ثم دعا له) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بكل خير (وبرك عليه) بتشديد الراء من التبريك أي دعا له بالبركة في دينه ودنياه (وكان) عبد الله (أول مولود ولد) للمهاجرين في المدينة (في الإسلام) رضي الله تعالى عنه وعن جميع الصحابة والمسلمين، وذلك أن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم هاجرت من مكة إلى المدينة وهي حامل به فولدته في سنة اثنتين من الهجرة لعشرين شهرًا من التاريخ، وقيل في السنة الأولى من الهجرة هكذا حكاه أبو عمرو، وروي عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير قال سميت باسم جدي أبي بكر وكنيت بكنيته، قال أبو عمر كان شهمًا ذكرًا -في اللسان يقال رجل ذكر إذا كان قويًّا شجاعًا أنفًا أبيًا- شريفًا ذا أنفة وكانت له لسانة وفصاحة وكان أطلس لا لحية له ولا شعر في وجهه، وحكى أبو عمر عن مالك أنه قال كان ابن الزبير أفضل من مروان وأولى بالأمر من مروان وابنه اهـ من المفهم.