الله عليه وسلم (فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه) ليحنكه (وأبو أسيد) والد المنذر (جالس) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلهي النبي صلى الله عليه وسلم) أي شغل عن تحنيكه (بشيء) كان (بين يديه) صلى الله عليه وسلم، ويقال لهي بفتح اللام وكسر الهاء يلهى بفتح الهاء لهيًا ولهيانا من باب رضي إذا اشتغل وهي لغة الأكثرين وهي الفصيحة، ويقال لها بثميء بفتح الهاء يلهي بكسرها من باب رمى بمعنى شغل بشيء وهو لغة طيء، وأما لها يلهو من باب دعا فهو بفتح الهاء في الماضي لا غير فهو مأخوذ من اللهو، والمشهور في الرواية اللغة الأولى وهي الفصيحة لأنها لغة الأكثرين وكلاهما ثلاثي وأما ألهاني كذا فرباعي فمعناه شغلني ومنه قوله تعالى:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}(فأمر أبو أسيد) والد المنذر من عنده (بـ) أخذ (ابنه) من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاحتمل) الولد وأخذه (من على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي من فوق فخذه صلى الله عليه وسلم إراحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقله وتخفيفًا عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مشغولًا عن تحنيكه بشيء كان قدامه، وعلى هنا اسم بمعنى، فوق مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور أو في محل الجر مبني على السكون لشبهه بالحرت شبهًا وضعيًا (فأقلبوه) بصيغة الماضي الرباعي أي ردوه ورجعوه إلى البيت كذا جاءت الرواية في هذا الحرت رباعيًّا من الإقلاب على وزن الإفعال، واستشكله بعضهم بأن اللغة الفصيحة (قلبوه) ثلاثيًّا بدون همزة قطع بل هو الصواب يقال قلبت الشيء رددته وقلبت الصبي صرفته، قال الأصمعي: ولا يقال أقلبته (فاستفاق) أي فرغ (رسول الله صلى الله عليه وسلم) مما شغل به وانتبه وفكر الذي كان فيه أولًا (فقال أين الصبي) الذي كان على فخذي أولًا (فقال أبو أسيد) والد الصبي (أقلبناه) أي رددناه ورجعناه (يا رسول الله) إلى البيت لأنك كنت مشغولًا عنه بأشغال مهمة وأردنا أن لا نتعبك به (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما اسمه) أي ما اسم الصبي الذي