المجلس) بفتح اللام مصدر ميمي لأنه من باب ضرب أي إلا الجلوس في مجالسكم وهو الأوفق، وأما المتون التي بأيدينا فبكسرها فيكون ظرفًا ميميًا أي فإن أبيتم إلا الاستمرار في مكان جلوسكم على الطرقات، وإنما قلنا ذلك لأن جلس من باب ضرب فقياس مصدره الفتح وظرفه الكسر والكسر في المصدر شاذ كما أن الفتح شاذ في الظرف كما بسطنا الكلام على ذلك في مناهل الرجال فراجعه في باب المفعل والمفعل. (فأعطوا الطربق حقه قالوا وما حقه قال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الطريق (غض البصر) أي خفض النظر عن الأجنبيات (وكف الأذى) أي كف نفسك ومنعها عن إذاية الناس يدًا ولسانًا (ورد السلام) على من سلم عليكم (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) شرعًا، قال النووي: والمقصود من هذا الحديث أنه يكره الجلوس على الطرقات لحديث ونحوه وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى علة النهي عن التعرض للفتن والإثم بمرور النساء وغيرهن وقد يمتد نظر إليهن أو فكر فيهن أو ظن سوء فيهن أو في غيرهن من المارين ومن أذى الناس باحتقار من يمر أو غيبة أو غيرهما أو إهمال رد السلام في بعض الأوقات أو إهمال الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر ونحو ذلك من الأسباب التي لو خلا في بيته سلم منها اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٣٦]، والبخاري [٢٤٦٥]، وأبو داود [٤٨١٥].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:
٥٥٠٩ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد الجهني مولاهم الدراوردي (المدني) صدوق، من (٨)(ح وحدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي