الناس) وأنشر بينهم (شرًّا) أي ضررًا أي بإخراج السحر من البئر فلعله يعمل به أو يضر أحدًا ففيه ترك مصلحة لدفع مفسدة أعظم منها، وفيه جواز النشرة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يجبها بأن النشرة لا تجوز وإنما علل امتناعه بإشارة فتنة والله أعلم اهـ منه (فأمرت بها) أي بالبئر أي بردمها وسدها (فدفنت) أي ردمت وسدت على السحر الَّذي فيها لما يخاف من ضرر السحر ومن ضرر ماء ذلك البئر، وذكر السمهودي في وفاء الوفاء [٣/ ١١٣٨] أن الَّذي هورها وهدمها هو الحارث بن قيس وأصحابه قال (وحفروا بئرًا أخرى فأعانهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفرها حتَّى استنبطوا ماءها ثم تهورت بعد) وراجع طبقات ابن سعد أيضًا [٢/ ١٩٨].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٦٣]، والبخاري في مواضع كثيرة منها في الطب باب السحر [٥٧٦٣ و ٥٧٦٥ و ٥٧٦٦]، وابن ماجة في الطب باب السحر [٣٥٩٠].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٥٥٦٣ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثَنَا أبو غريب حَدَّثَنَا أبو أسامة حَدَّثَنَا هشام عن أبيه عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي أسامة لعبد الله بن نمير (قالت) عائشة (سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقوله (وساق) ذكر (أبو غريب) تحريف من النساخ والصواب وساق أبو أسامة (الحديث) السابق (بقصته) أي بجميع ما فيه من القصة حالة كونه (نحو حديث ابن نمير) أي مقارب حديث عبد الله بن نمير لفظًا ومعنى (فقال) أبو أسامة (فيه) أي في ذلك النحو (فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البئر فنظر إليها وعليها) أي وعلى تلك البئر أي على جوانبها