مبهمات مسلم (فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم) الناس (عن الرقى) وهذا النهي كان متوجهًا إلى رقى الجاهلية المشتملة على الشرك ولذلك سيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أجاز له الرقية بعدما عرضها عليه ولم يجد فيها معنى من معاني الشرك، ورواية ابن ماجة صريحة في هذا ولفظها (فقالوا يا رسول الله إنك قد نهيت عن الرقى وإنا نرقي من الحمة، فقال لهم "اعرضوا علي" فعرضوها فقال" بأس بهذه هذه مواثيق") وذكر أبو القاسم القشيري في تفسيره أن في بعض التفاسير أن الحية والعقرب أتيا نوحًا - عليه السلام - فقالتا: احملنا فقال نوح: لا أحملكما فإنكما سبب الضرر فقالتا: احملنا ونحن نضمن لك أن لا نضر أحدًا ذكرك اهـ من القسطلاني، قالوا: فمن قال عندما رًاهما {سَلَامُ عَلَى نُوْحٍ فِي العَالمَينَ (٧٩)} لا تضراه (قال) جابر (فأتاه) أي أتى خالي النبي صلى الله عليه وسلم (فقال) خالي (يا رسول الله إنك نهيت) الناس (عن الرقى وأنا أرقي من) لدغة (العقرب فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استطاع) وقدر منكم (أن ينفع أخاه) بالرقى (فليفعل) أي فليرقه، قال القرطبي: وفي هذا الحديث دليل على جواز الرقى والتطبب بما لا ضرر فيه ولا منع شرعًا مطلقًا وإن كان بغير أسماء الله تعالى وكلامه لكن إذا كان مفهومًا وفيه الحض على السعي في إزالة الأمراض والأضرار عن المسلمين بكل ممكن جائز من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال:
٥٥٨٩ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه عثمان بن أبي شيبة قال حَدَّثَنَا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي (عن الأعمش بهذا الإسناد) يعني عن أبي سفيان عن جابر، غرضه بيان متابعة جرير لوكيع وساق جرير (مثله) أي مثل ما حدث وكيع.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث جابر رضي الله عنه فقال: