للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. فَبَرَأ الرَّجُلُ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَقَال: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ. فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، واللهِ مَا رَقَيتُ إلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. فَتَبَسَّمَ وَقَال: "وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ! . ثُمَّ قَال:

ــ

بعضهم: نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتَّى تجعلوا لنا جعلًا فصالحوهم على قطيع من الغنم (فأتاه) أي فأتى ذلك الرجل الراقي اللديغ (فرقاه) أي فرقى الرجل وعالج اللديغ (بفاتحة الكتاب) وفي رواية أبي عوانة المذكورة: فانطلق يتفل عليه ويقرأ (الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة، قال فأوفوهم جعلهم الَّذي صالحهم عليه (فبرأ الرجل) اللديغ من مرضه يعني سيد الحي (فأعطي) بالبناء للمجهول أي أعطي الرجل الراقي (قطيعًا من غنم) أي جماعة منها، والقطيع هي الطائفة من الغنم كأنها اقتطعت من طائفة كبيرة، وقال القرطبي: القطيع من الغنم هو الجزء المقتطع منها فعيل بمعنى مفعل وكانت ثلاثين شاة، وذكر بعضهم أن الغالب في القطيع أن يكون فيما بين العشرة والأربعين، وقيل ما بين خمس عشرة إلى خمس وعشرين، وجمعه أقطاع وأقطعة وأقاطيع كحديث وأحاديث والمراد بالقطيع المذكور في هذا الحديث ثلاثون شاة كما جاء مبينًا، وقد ورد في رواية الأعمش عند ابن ماجة أنهم أعطوهم ثلاثين شاة (فأبى) الراقي وامتنع وهو أبو سعيد (أن يقبلها) أي أن يقبل القطيع ويأخذها منهم، وفي الرواية المذكورة لأبي عوانة فقال بعضهم: اقسموا بيننا، فقال الَّذي رقى: لا تفعلوا حتَّى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الَّذي كان فننظر ما يأمرنا به (وقال) الراقي لا تقسموا بيننا (حتَّى أذكر ذلك) الَّذي جرى بيني وبين الحي (للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى) الراقي (النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك) الأمر الَّذي جرى بينه وبين الحي (له) صلى الله عليه وسلم (فقال) الراقي (يا رسول الله والله ما رقيته) أي ما عالجته وما قرأت عليه (إلا بفاتحة الكتاب فتبسم) رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل قوله (وقال) له أي لأبي سعيد الراقي (وما أدراك) أي، أي شيء أعلمك يا أبا سعيد (أنها) أي أن الفاتحة (رقية) أي دواء، وزاد الدارقطني في روايته من طريق سليمان بن قتَّة (فقلت يا رسول الله شيء ألقي في روعي) وهو ظاهر في أنَّه لم يكن عنده علم بمشروعية الرقى بالفاتحة (ثم قال)

<<  <  ج: ص:  >  >>