للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: "لَيسُوا بِشَيءٍ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإنَّهُمْ يُحدِّثُونَ أَحيَانًا الشَّيءَ يَكُونُ حَقًّا. قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: "تِلكَ الكَلِمَةُ مِنَ الجِنِّ يَخطَفُهَا الجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وَليِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ. فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أكثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذبَةٍ"

ــ

السائلين له (رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا) أي ليست إخباراتهم عن الغيب (بشيء) معتد به أي ليسوا على شيء معتد به بل أقوالهم باطلة كاذبة ولا حقيقة لها والله أعلم. قال القسطلاني: قد انقطعت الكهانة بالبعثة المحمدية لكن بقي من يتشبه بهم وثبت النهي عن إتيانهم فلا يحل إتيانهم ولا تصديقهم اهـ (قالوا) أي قال أولئك الأناس (يا رسول الله فإنهم) أي فإن الكهان (يحدثون) أي يخبرون لنا (أحيانًا) أي في بعض الأحيان والأزمان (الشيء) من الأشياء أي يخبرون لنا الخبر المتعلق بشيء من الأشباء فـ (يكون) خبرهم عن ذلك الشيء (حقًّا) وصدقًا فـ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لهم (تلك الكلمة) المسموعة (من الجن) فالكلمة مبتدأ خبره، قوله (يخطفها) أي يأخذها (الجني) بسرعة من كلام الملائكة أي تلك الكلمة الحقة المسموعة من الجن هي التي يخطفها الجني من كلام الملائكة (فيقرها) قال النووي: هو بفتح الياء وضم القاف وتشديد الراء من قر الثلاثي من باب شد، وقال القسطلاني: بضم التحتية وكسر القاف من أقر الرباعي، قال أهل اللغة والغريب: القر ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه يقال قررته أقره قرًا إذا رددته وكررته ليفهم اهـ نووي، قوله (من الجن) هكذا هو في جميع النسخ التي ببلادنا (تلك الكلمة من الجن) بالجيم والنون أي الكلمة المسموعة من الجن أو التي تصح مما نقلته الجن بالجيم والنون، وذكر القاضي في المشارق أنه روي هكذا وروي أيضًا (من الحق) بالحاء المهملة والقاف أي تلك الكلمة الكائنة من الحق يخطفها من كلام الملائكة (فيقرها) أي يصبها ويرميها (في أذن وليه) وصاحبه الكاهن (قر الدجاجة) أي يقرها قرًا كقر الدجاجة أي صوتًا كصوت الدجاجة وقر الدجاجة صوتها إذا قطعته اهـ نووي (فيخلطون) أي يخلط الكهان (فيها) أي في تلك الكلمة الحقة ويضيفون إليها عددًا (أكثر من مائة كذبة) والكذبة المرة من الكذب.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>