وهذا الحديث موافق لحديث البخاري "فر من المجذوم كما تفر من الأسد" وهذا الحديث لا يعارض حديث لا عدوى فإن الأمر بالاجتناب من المجذوم إنما وقع للاحتياط والحذر في درجة اختيار الأسباب وليس ذلك من العدوي المنفي في الحديث.
قال محمَّد ذهني: قوله (إنا قد بايعناك) .. الخ هذا منه صلى الله عليه وسلم لحفظ الضعفاء وكذلك حديث البخاري "فر من المجذوم" الحديث وأما الأقوياء فلا يبالون بالاختلاط معه ومن هذا المقام ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم وقال له "كل ثقة بالله وتوكلًا عليه" رواه جابر، وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان لي مولى مجذوم فكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي، وقد ذهب عمر رضي الله عنه وغيره من السلف إلى الأصل معه والتوفيق بين الحديثين كالتوفيق والجمع الذي سبق آنفًا بين حديث لا عدوى وبين حديث لا يورد ممرض والله أعلم اهـ منه.
ومن أجل هذا الحديث قال العلماء: إن المجذوم يمنع من المساجد ومن الاختلاط بالناس وهل يثبت لزوجته خيار فسخ النكاح؟ فيه خلاف وقد أثبت مالك والشافعي الخيار بخلاف الحنفية والتفصيل في كتب الفقه.
وهذا الحديث قد شارك المؤلف في روايته النسائي أخرجه في البيعة باب بيعة من به عاهة [٤١٨٢]، وابن ماجه في الطب باب الجذام [٣٥٨٩].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٥٦٨٠ - (٢١٩٩)(٢٥٤)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان) الكلابي أبو محمَّد الكوفي اسمه عبد الرحمن، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٢) بابا (و) عبد الله (ابن نمير عن هشام) بن عروة (ح وحدّثنا أبو كريب حدثنا عبدة حدثنا هشام عن أبيه) عروة (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذان السندان من خماسياته