للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بهِ. وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ. فَقَالتْ لَهُ: اكْفُفْ عَلَيكَ رُمْحَكَ، وَادْخُلِ الْبَيتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي. فَدَخَلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَويَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ. فَأَهْوَى إِلَيهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ. ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ في الدَّارِ. فَاضْطَرَبَتْ عَلَيهِ. فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا. الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى؟ قَال فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ. وَقُلْنَا: ادْعُ اللهَ يُحْيِيهِ لَنَا. فَقَال: "اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ". ثُم قَال:

ــ

مد وأمال (إليها الرمح ليطعنها به) أي بالرمح، قال القرطبي: أماله إليها إرهابًا ومبالغة في الزجر وحمله على ذلك فرط المغيرة وما كان بالذي يطعنها (و) الحال أنه قد (أصابته غيرة) وحمية لخروجها من البيت ووقوفها على الباب لسوء الظن بها (فـ) لما رأت ذلك منه (قالت له اكفف عليك) أي أمسك (رمحك) عليك ولا تمده إلى (وادخل البيت حتى تنظر) وتبصر (ما الذي أخرجني) أي السبب الذي أخرجني من البيت (فدخل) الرجل البيت (فإذا) هو راءٍ (بحية عظيمة منطوية) أي ملتوية (على الفراش فأهوى) ورمى (إليها) أي إلى الحية (الرمح فانتظمها) أي طعنها (به) أي بالرمح يقال انتظم الصيد إذا طعنه أو رماه حتى ينفذه اهـ م ج (ثم خرج) الرجل من الدار (فركزه) أي فركز الشيء الذي طعنه وثبته بالرمح (في الدار) ومنعه من التحرك، وذكر الضمير نظرًا لكون الحية بمعنى الجن أو المعنى ركز رمحه عليها في الدار وخرج أي تركه مركوزًا على الحية (فاضطربت) الحية وتحركت تحركًا شديدًا ووثبت (عليه) أي على الرجل حتى تلفَّفَتْ عليه، أو ركز الرمح في الدار فتلففت على الرمح (فما يدرى) أي ما يعلم (أيهما) أي أي الرجل أو الحية (كان أسرع) وأعجل (موتًا) أي لا يدرى (الحية) أسبق موتًا (أم الفتى) أسبق موتًا، وقوله (الحية أم الفتى) بالرفع بدل من أي بدل تفصيل من مجمل يعني مات الفتى من ساعته حتى لا يدرى الحية ماتت قبله أو هو مات قبلها وذلك لأنه قتله الجن انتقامًا من قتله للحية التي كانت من الجن وجاءت على صورة الحية (قال) أبو سعيد (فجئنا) معاشر الأنصار (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك) أي كون الفتى مقتولًا بسبب قتله الحية (له) صلى الله عليه وسلم (وقلنا) له صلى الله عليه وسلم (ادع الله) سبحانه أن (يحييه لنا) أي أن يجعله لنا حيًّا (فقال) لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (استغفروا لصاحبكم) فإنه مات موتًا حقيقيًّا لا إغماءً فلا يعود إلى الدنيا (ثم قال) لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>