ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أم شريك ثالثًا بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما فقال:
٥٧٠٤ - (٢٢٠٧)(٢٦٢)(وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله) بن عبد الرحمن الطحان المزني مولاهم أبو الهيثم الواسطي، ثقة، من (٨) روى عنه في (٧) أبواب (عن سهيل) بن أبي صالح السمان، صدوق، من (٦)(عن أبيه) أبي صالح ذكوان السمان (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل وزغة في أول ضربة) ورمية أي في الضربة الأولى (فله) أي فلذلك القاتل (كذا وكذا) اسمان مركبان جعلا كناية عن العدد المبهم فهما في محل الرفع مبتدأ مؤخر مبني على سكون الجزأين بني الجزء الأول لشبهه بالحرف شبهًا افتقاريًا، والثاني شبهًا معنويًا نظير قولهم له خمسة عشر درهمًا. وقوله (حسنة) منصوب على التمييز وناصبه الذات المبهمة أي فله كذا وكذا من جهة الحسنة والثواب كأنه قال فله مائة حسنة كما فسر بذلك في بعض الروايات (ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى) أي حالة كونه ذاكرًا حسنة دون حسنة المرة الأولى (وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة لدون الثانية) أي حالة كونه ذاكرًا حسنة دون حسنة المرة الثانية.
قال في المبارق: قوله (كذا وكذا) يحتمل أن يكون لفظ الراوي كأنه نسي الكمية فكنى بكذا وكذا عنها وأن يكون لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد بين المكنى عنه في حديث جابر رضي الله عنه (من قتل وزغة في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية سبعون حسنة وفي الثالثة دون ذلك) وإنما كان الأقل ضربًا أكثر أجرًا لأن إعدامها مطلوب فلو أراد أن يضربها ضربات ربما هربت وفات قتلها المقصود، وروى البخاري في صحيحه عن أم شريك (أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغة وقال "كانت تنفخ نارًا على إبراهيم - عليه السلام - حين ألقي في النار") لعل هذا الحديث صدر بيانًا أن جبلتها الإساءة اهـ.