المعنى من حيث الاستعمال لكن لفظ الخبيث قبيح ويجمع أمورًا زائدة على المراد كما أنه يستعمل للسب أيضًا بخلاف اللقس فرجحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبًا في حسن الكلام، وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الذي ينام عن الصلاة " فأصبح خبيث النفس كسلان " فقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن شخص مبهم مذموم الحال فلا يمتنع إطلاق هذا اللفظ عليه والنهي فيه للتنزيه اهـ.
وعبارة القرطبي هنا قال أبو عبيد: معنى لقست وخبثت واحد لكن كره لفظ الخبث لشناعة اللفظ وعلمهم الأدب في المنطق، وقال الأصمعي: لقست نفسي أي غثت، وقال ابن الأعرابي: ضاقت وكسلت ولا يعترض هذا بقوله صلى الله عليه وسلم " فأصبح خبيث النفس كسلان " لأن محل النهي أن يضيف المتكلم الخبث إلى نفسه لا أن يتكلم بالخبث مطلقًا فإذا أخبر به عن غير معين جاز ولاسيما في معرض التحذير والذم للكسل والتكاسل عن الطاعات كما قد جاء في هذا الحديث ومن أوضح ما في هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن العقيقة فقال: "لا أحب العقوق ولكن إذا أحب أحدكم أن ينسك عن ولده بشاة فليفعل " فكره اسم العقوق اهـ من المفهم (هذا) المذكور لفظ (حديث أبي كريب وقال أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم) ولم يقل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولم يذكر) أبو بكر لفظة (لكن) في الحديث (وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو معاوية بهذا الإسناد) يعني عن هشام عن عروة عن عائشة، غرضه بيان متابعة أبي معاوية لأبي أسامة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الأدب [٦١٩٧]، وأبو داود في الأدب [٤٩٧٩].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث سهل بن حنيف رضي الله عنهما فقال:
٥٧٣٧ - (٢٢١٨)(٢٧٣) (وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن