للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيرٌ" فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. فَقَال أَبُو أُسَيدٍ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خَيَّرَ دُورَ الأَنْصَارِ، فَجَعَلَنَا آخِرًا، فَأدْرَكَ سَعْدٌ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُول اللهِ، خَيَّرْتَ دُورَ الأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا. فَقَال: "أَوَلَيسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ"

ــ

ذلك حاجة وأمنت الفتنة على الممدوح (وفي كل دور) وقبائل (الأنصار خير) أي فضل ومرتبة وإن كان أخيرًا في التخيير، قال أبو حميد راوي الحديث (فلحقنا) معاشرَ الحاضرين عند النبي صلى الله عليه وسلم (سعدُ بن عبادة) بن دُلَيم بن حارثة بن حرام بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري سيد الخزرج يكنى أبا ثابت وأبا قيس وأمه عمرة بنت مسعود لها صحبة وماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سنة خمس وشهد سعد العقبة وكان أحد النقباء اهـ من الإصابة [٢/ ٣٠] (فقال أبو أسيد) مالك بن ربيعة بن البَدَن بفتح الموحدة والمهملة بعدها نون الأنصاري الخزرجي الساعدي (ألم تر) يا سعد أي ألم تعلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيّر) اليوم أي فاضل (دور الأنصار) وبطونهم أي فضل بعضهم على بعض (فجعلنا) معاشر بني ساعدة (آخرًا) أي آخر الأنصار في الفضل (فأدرك) أي لحق (سعد) بن عبادة (رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) له سعد: (يا رسول الله خيّرت) اليوم (دور الأنصار) وبطونهم بعضهم على بعض (فجعَلْتنَا آخرًا) أي فجعَلْتَ بني ساعدة آخر الأنصار في الفضل وصيَّرتهم مفضولين لغيرهم، والظاهر أنَّه لم يقل هذا الكلام على سبيل الإنكار والاعتراض وإنما قاله على سبيل التثبت والتيقن (فقال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أ) تقول ذلك (وليس بحسبكم) أي بكافيكم في الفضل (أن تكونوا من الخيار) أي من بعض المختارين وإن لم تكونوا أفضلهم بل كافيكم ذلك، ويروى (من الأخيار) وكلاهما صحيح.

وفي الحديث دليل على جواز المنافسة في الخير والدين والثواب كما قال سعد: يا رسول الله خيّرت دور الأنصار فجعلتنا آخرًا طلب أن يلحقهم بالطبقة الأولى فأجابه بأن قال: "أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار" وإنما يعني بذلك أن تفضيلهم إنما هو بحسب سبقهم إلى الإسلام وظهور آثارهم فيه وتلك الأمور وقعت في الوجود مُرتبةَ على حسب ما شاء الله تعالى في الأزل وإذا كان كذلك لم يتقدم متأخر منهم على منزلته كما

<<  <  ج: ص:  >  >>