وهذا السند من خماسياته (قال) جابر: (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد) أي ناحية نجد، وسيأتي في رواية يحيى بن أبي كثير صراحة أنها كانت غزوة ذات الرقاع، والنجد المرتفع من الأرض لأنها ارتفعت عن البحر والغور المنخفض منها هذا أصلها ثم قد صارا بحكم العرف اسمين لجهتين مخصوصتين معروفتين، وصحيح الرواية ومشهورها (نجد) ووقع للعذري (أحد) اهـ من المفهم (فأدركنا) بفتح الكاف على أن الضمير مفعول به مقدم على الفاعل (رسول الله صلى الله عليه وسلم) بالرفع على الفاعلية وعليه فيكونون قد تقدموا عليه صلى الله عليه وسلم إلى الوادي لمصلحة من مصالحهم ككونهم طليعة أو صيانة للنبي صلى الله عليه وسلم مما يخشى عليه وغير ذلك، ويحتمل أن يضبط بسكون الكاف على أن الضمير فاعل رسول الله بالنصب على أنَّه مفعول فيكون فيه ما يدل على شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون كنحو ما اتفق له لما وقع الفزع بالمدينة فركب فرسًا فسبقهم فاستبرأ الخبر ثم رجع فلقي أصحابه خروجًا فقال لهم: "لم تراعوا" متفق عليه اهـ من المفهم.
(في واد كثير العضاه) بكسر العين كل شجر من أشجار البوادي عظيم ذو شوك، وقيل هو العظيم من السمر مطلقًا، وقيل شجر أم غيلان (فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة) كثيرة الظلال (فعلَّق) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (سيفه بغصن من أغصانها قال: وتفرق الناس) أي الأصحاب أي صاروا متفرقين (في الوادي) حالة كونهم (يستظلون بالشجر) أي يقصدون الاستظلال بالشجر، فيه جواز افتراق العسكر في النزول إذا أمنوا على أنفسهم وكأنهم قد أجهدهم التعب والحر فقالوا -أي ناموا نومة القيلولة- مستظلين بالشجر، وفي رواية للزهري عند البخاري في المغازي (فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئنا فإذا عنده أعرابي جالس)(قال فقال) لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلًا أتاني وأنا نائم) وذكر البخاري من طريق مسدد أن اسمه