(قبلت) لم يختلف رواة مسلم فيه في كونه بالباء الموحدة وهو الصواب وفي رواية البخاري (قيلت) بالياء المشددة بدل الموحدة، قال الأصيلي: وهو تصحيف لا معنى له (فأنبتت) تلك الطائفة التي قبلت الماء وشربت (الكلأ) بالهمز بلا مد، يقال للنبات الرطب واليابس كليهما (والعشب الكثير) والعشب بضم العين وسكون الشين المعجمة فهو بمعنى النبات الرطب فقط، وذكره بعد الكلأ من ذكر الخاص بعد العام للاهتمام به (وكان منها) بيان مقدم أيضًا أي وكان (أجادب) منها جمع جدب بفتحتين وهي الأرض الصلبة التي لا ينضب ولا يدخل فيها الماء ولا تشربه ولكن يجتمع عليها الماء كالبركة والمستنقع، قال الأصمعي: الأجادب من الأرض ما لا ينبت الكلأ ومعناه أنها جردة بارزة لا يسترها شيء أي وكانت أجادب منها (أمسكت) الماء وجمعته على ظهرها (فنفع الله) تعالى (بها) أي بالماء الَّذي جمعته على ظهرها (الناس فشربوا منها) أي من مائها بأنفسهم (وسقوا) به زرعهم (ورعوا) به أي بعشبه دوابهم، وهذا مثل الطائفة الثانية يعني الَّذي فقه الدين وعلم غيره ولم يعمل به إلَّا الفرائض (وأصاب) ذلك المطر (منها) طائفة (أخرى) أي غير الأوليين أي وأصاب طائفة أخرى منها (إنما هي) أي تِلْكَ الأخرى (قيعان) بكسر القاف وسكون الياء جمع قاع؛ وهي الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت ولا تجمع ماء يعني لا يستقر عليها الماء لاستوائه وملاسته فلم تنتفع بالماء لعدم دخول الماء فيها ولم تنفع غيرها لعدم جمعها الماء فينتفع به غيرها كما قاله في الحديث (لا تمسك ماء) فتنتفع به (ولا تنبت كلا) فتنفع غيرها، وهذا مثل الطائفة الثالثة التي بلغها الشرع فلم تؤمن به ولم تقبل (فذلك) المذكور من طوائف الأرض الثلاثة أمثال من بعثت إليهم بهذا الدين: الأولى منها وهي الأرض الطيبة التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ (مثل من فقه) وعلم (في دين الله) أي صار فقيهًا فيه (ونفعه) الله تعالى (بـ) العمل بـ (ما بعثني الله به) ونفع غيره بتعليمه إياه (فـ) الثانية منها وهي الأجادب التي أمسكت الماء فنفع الله بها الناس مثل من (عَلِمَ) وفقه في دين الله (وعلّم) غيره فانتفع به الناس ولم