(بنحو حديث بكير عن القاسم بن عباس) وهو تحريف من النساخ لأن بكيرًا لم يرو عن محمد بن رافع بل عن القاسم بن عباس فالقاسم ليس مذكورًا في هذا السند.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سادسًا لحديث جندب بن عبد الله بحديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنهما فقال:
٥٨٢٤ - (٢٢٧٠)(٢٥)(حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد حَدَّثَنَا ليث) بن سعد الفهمي المصري (عن يزيد بن أبي حبيب) سويد مولى شريك بن الطفيل الأزدي المصري، ثقة، من (٥) روى عنه في (١١) بابا (عن أبي الخير) مرثد بن عبد الله الحميري اليزني المصري، ثقة، من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (عن عقبة بن عامر) الجهني الصحابي المشهور رضي الله عنه، روى عنه في (٣) أبواب. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا) إلى البقيع (فصلى) أي دعا (على أهل أحد) أي لأهل أحد وشهداءه (صلاته على الميت) أي دعاء كدعائه للميت يعني دعا لهم بدعاء الموتى وكأنه صلى الله عليه وسلم كان قد استقبل القبلة ودعا لهم واستغفر لهم وهذا كما فعل حيث أمره الله تعالى أن يستغفر لأهل البقيع فقام عليهم ليلًا واستغفر لهم ثم انصرف كما تقدم في الجنائز اهـ من المفهم، قال المازري: أي دعا لهم بمثل دعاء الميت لا يُحتج به للصلاة على الشهيد إذ لم يكن هذا عند قتلهم ودفنهم، وتقدم الكلام عليه في الجنائز، قال الأبي: أُخذ منه الصلاة على الشهيد وهو قول قيل، والجواب بأن المراد بالصلاة الدعاء خلاف الظاهر لأن الصلاة على الميت حقيقة شرعية فيُحمل عليها اهـ (ثم) بعدما دعا لهم (انصرف) أي رجع (إلى المنبر فقال) لمن عنده: (إني فرط) أي سابق مهيئ (لكم) أي لمصالحكم على الحوض (وأنا شهيد عليكم) أشهد عليكم بأعمالكم فكأنه باق معهم بل يبقى بعدهم حتَّى يشهد بأعمال آخرهم لأن أعمالهم تعرض عليه كل يوم الإثنين كما في الحديث الآخر، وفي حديث ابن مسعود عند البزار بإسناد جيد رفعه "حياتي خير لكم ووفاتي خير لكم تُعرض عليَّ أعمالكم فما رأيت من خير