للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنِّي، وَاللهِ، لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِيَ الآنَ، وَإِنِّي قَد أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَزضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ. وَإِنِّي، وَاللهِ، مَا أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلكِنْ أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا"

ــ

حمدت الله تعالى عليه وما رأيت من شر استغفرت الله تعالى لكم" كذا في القسطلاني اهـ دهني (وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن) قال العيني: هو على ظاهره وكأنه كشف له عنه في تلك الحالة، وقال النووي: هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره وأنه مخلوق موجود اليوم، وفيه جواز الحلف من غير استحلاف لتفخيم الشيء وتوكيده اهـ (واني قد أُعطيت) ومُلكت من جهة الله تعالى (مفاتيح خزائن الأرض) كلها، قال النووي: هكذا في جميع النسخ مفاتيح بالياء، قال القاضي: ورُوي مفاتح بحذفها فمن أثبتها فهو جمع مفتاح ومن حذفها فجمع مفتح وهما لغتان فيه، وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن معناه الإخبار بأن أمته تملك خزائن الأرض وزخارفها وقد وقع ذلك وأنها لا ترتد جملة وقد عصمها الله تعالى من ذلك وأنها تتنافس في الدنيا وقد وقع ذلك اهـ عند افتتاح كنوز كسرى وقيصر، قال القرطبي: معناه أي بُشر بفتح البلاد وإظهار الدين وإعلاء كلمة المسلمين وتمليكه جميع ما كان في أيدي ملوكها من الصفراء والبيضاء والنفائش والذخائر فقد ملكه الله ديارهم ورقابهم وأراضيهم وأموالهم كل ذلك وفاء بمضمون قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣] اهـ من المفهم (أو) قال: (مفاتيح الأرض) بلا ذكر لفظ خزائن، والشك من الراوي أو ممن دونه (واني والله ما أخاف عليكم) أيتها الأمة (أن تشركوا) بالله شيئًا جملة (بعدي) أي بعد وفاتي (ولكن أخاف عليكم أن) تُبسط عليكم الدنيا فـ (تتنافسوا) وترغبوا (فيها) أي في الدنيا وتعرضوا عن دينكم خدمة لها يعني أن الأمة المحمدية على صاحبها أفضل الصلوات والصلات وأزكى التحيات لن ترتد عن الإسلام جملة، وأما ارتداد بعض الآحاد أو الجماعات فلا ينافيه هذا الخبر، وذكر الأبي احتمالًا آخر وهو أن يكون الخبر متعلقًا بالمخاطب في ذلك الوقت فقط، وقوله: (أن تتنافسوا فيها) أي في خزائن الأرض أو في الدنيا فإنها ربما يُضمر لها بدون ذكر. والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر الأمة عن التنافس في الدنيا لأنه أكثر ما يسبب بين الناس التباغض والتحاسد ويورث العداوة والشحناء ويجرهم إلى فساد

<<  <  ج: ص:  >  >>